فتوى تجيز ذبح الدواجن والأرانب أضحية
مصعب المشرّف
8 سبتمبر 2016م
أ.د. سعد الدين الهلالي
خرج الدكتور الهلالي الأستاذ بجامعة الأزهر أمس بفتوى تجيز الإكتفاء بذبح الدواجن والأرانب كأضحية ؛ في حالة تعذر إستطاعة المسلم تجنيب مبلغ من المال بما يكفي لتقديم بدنة أو ثور أو خروف أو تيس ..إلخ مما هو معروف لدى الكافة ومنصوص عليه لدى الأئمة الأربعة.
الأستاذ الدكتور سعد الدين الهلالي صاحب كرسي علمي بوصفه أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ..... وبالتالي فهو ليس بالرقم السهل أو القابل للكسر ..
وقد وجدت فتوى الهلالي تأييداً من جانب الدكتور عبد الحميد اطرش ؛ لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف.
ولكن من جانب آخر ؛ قد سارع عديد من علماء الأزهر الآخرين إلى معارضة هذه الفتوى ، رغم أنها صدرت من زميل لهم .. وأكدوا أن الشروط الخاصة بصحة الأضحية محددة بإتفاق الأئمة الأربعة..
واقع الأمر فإن المسلم غير مكلف بتقديم الأضحية في حالة الفقر والعجز المالي..... ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
أ.د. علي جمعة
ولكن الذي كان على العلماء ولجنة الفتوى بالأزهر الشريف أن تدرك أنها هي التي أشعلت النار في الساحة منذ زمن ؛ حين أجازت (على لسان الأستاذ د. علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق) الإستدانة من البنوك لشراء الأضحية أو شراء الأضحية بالتقسيط . متجاوزاً هو واللجنة واقع أن ذبح الأضاحي إنما يكون على هدي السنة لمن إستطاع إليها سبيلاً ...... أي أن شرط المقدرة المالية والظروف المكانية يظلان هما الحاكمان السابقان لأحكام صحة الأضحية البدنية والعمرية والظاهرية المتفق عليها.
وإذا كانت الظروف المالية معروفة .. فإن الظروف المكانية المواتية يأتي على رأسها مدى سماح قوانين ولوائح بعض الدول الغير إسلامية وخاصة الغربية بممارسة ذبح الأضحية بحرية .....
على أية حال فإن الإستدانة من البنوك معروف أنها ترمي المسلم في مهالك الربا بغض النظر عن المصطلحات والمسميات المضللة التي تلوي عنق حقيقته .
إن البنوك إذا دخلت منزلاً أفسدته ..... والمسارعة إلى تلقي القروض الشخصية من البنوك يضر بالإقتصاد ؛ كونه يؤدي إلى التضخم وإعتياد المواطن على الإنفاق البذخي بلا داع...... وبما ؤدي في نهاية المطاف إلى تكريس لظاهرة إنفاق الفرد أموالاً أكثر من مداخيله ..... وهو ما قد يؤدي بأمثال هؤلاء إلى المثول ساحات المحاكم والسجون وتشتت الأسرة.
والقاعدة أنه لا يجوز للمسلم أيا كان إرتكاب المحرمات بدعوى أنه يريد فعل الحلال ...... فالله عز وجل طيب لا يقبل إلا الطيبات. وقد تقبل الله عز وجل من قبل الهدي من هابيل ولم يتقبله من قابيل ؛ وبما يدل على هذا المعنى من أنه عز وجل لايقبل إلا الطيبات.
رحم الله أجدادنا وأنار لهم قبورهم . فقد كانوا بالسليقة أكثر وعيا بالدين مما نحن عليه الآن ..... وكنا حتى الأمس القريب نلاحظ أنهم أكثر إلتزاما بجوهر العبادات ، وأبعد ما يكونون عن المظاهر ..... وأنهم يتعاملون بكل الشفافية مع قوله عز وجل (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها).
ولقد كان أشرف الخلق وسيد الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يؤكد في سنته الشريفة على مثل هذه القناعات . فكأن يذبح بعد صلاة عيد الأضحى كبشين ..... كبش عن نفسه الشريفة .. والكبش الآخر عن كافة أمته الإسلامية..
نرجو أن يحذوا حاكم البلاد والولاة اليوم هذه السنة النبوية الشريفة بالذبح عن مواطنيهم تقرباً لله عز وجل وإقتداءاً بسنة الحبيب المصطفى خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم.
التعليقات (0)