في نوفمبر1994 كانت هناك إصطدامات بين مؤيدي حماس والشرطة الفلسطينية في غزة , واعلنت الشرطة يومها أصابة 16 من عناصرهم خارج مسجد فلسطين في غزة وقد اطلق على هذا اليوم " الجمعة السوداء " .
ومن يومها واحنا " الشعب الفلسطيني " بين حانا " فتح " وبانا " حماس " ضايعه لحانا وعشان نعرف اصل الحكاية فقد كانت كالتالي :
ــ فى يوليو من عام 1994 تم تعيين "السلطة الوطنية الفلسطينية وهى الهيئة الحاكمة المؤقتة برئاسة ياسر عرفات رحمه الله , حيث لا تجوز على الميت سوى الرحمة تتولى ادارة الشؤون الفلسطينية للاراضي المحررة من اسرائيل فى قطاع غزه واريحا بموجب اتفاقية بين الطرفين , ويومها اعطى للسلطة الفلسطينية حق السلطة القضائية وادارة الصحة وجباية الضرائب على تلك المناطق المحررة ماعدا المستوطنات الاسرائيلية والمستوطنين كما احتفظت اسرائيل بمسؤولية الدفاع والشؤون الخارجية ..
وفي 5 ديسمبر 1994أقر البرلمان الإسرائيلي إغلاق مكاتب السلطة الفلسطينية خارج مناطق الحكم الذاتي، بشكل بارز بيت الشرق في القدس الشرقية " يبقى فين الحكومة فى هذا الوضع ؟؟ وعشان نفهم اكثر خلينا نكمل " .
وفتح التى كانت اداة طيعة فى يد ياسر عرفات " الله يرحمه مرة اخرى " فانها تعيش الان احد اكبر ازماتها العميقة لانها تبدو مهزومة ومنشقة وغير مفهومة وفى احد قطبيها يوجد السيد عباس رئيس السلطة ورأس حركة فتح الذى يمثل الشرعية ولكن وللاسف ينقصه الحضور والتماسك والقوة وفى القطب الاخر يوجد السيد دحلان الذى يمثل الجيل الجديد من الشباب قادة فتح وهم اقوياء ولهم اطماع كبيرة فى السلطة مع الكثيرمن الخصوم فى فتح , ونظرا لخوف السيد عباس من الوضع المتفاقم بينه وبين دحلان ورجاله من ناحية وحماس من ناحية اخرى فقد قرر حشد قوته عن طريق زيادة عدد قوة الحرس الرئاسي وتعيين بعض المستشارين والخبراء العسكريين والذى وصفته حماس بحكومة الظل .
" ولو نظرنا الى الناحية الاخرى سنجد ان صعود حماس جاء لتمسكها بعدم الاعتراف باسرائيل مثلها مثل كل الحركات الاسلامية التى تعتبر ارض فلسطين ارض وقف اسلامي وهذا يعني انها ارض مقدسة ويجب ان تكون اسلامية خالصة , وقد اوضحت حماس على مدى السنوات وحديثا عبر عدد من الناطقين باسمها انها مستعدة للقبول بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967 بما فيها القدس كعاصمة لها ولكن بالمقاابل لم تقل حماس على الاطلاق انها على استعداد للتفكير فى الاعتراف باسرائيل .. والغريب فى الامر ان المواقف العاقدئية التى تجعل حماس تبدو غير مستعدة او حتى مهتمة بالواقع السياسي وان الدافع وراء دخولها الانتخابات لم يكن التفاوض حول تسوية سلمية وليس ايضا من اجل بدء حرب جديدة , وانما كانت دائما موجهة من قبل استراتيجية واهداف الاخوان المسلمين وهدفها الرئيسي " اسلمة " المجتمعات العربية وتحويل الناس الى مسلمين صالحين وانشاء الدولة الاسلامية التى ستضم الامة الاسلامية بأكملها "وبالطبع يتضح هنا الفرق بين الاتجاهين والاختلافات الايدلوجية والجوهرية فيما بينهما " ما علينا نشوف حنوصل لايه معهما " ..
من الواضح ايضا ان المواجهة العنيفة بين فتح وحماس لن تهدأ بسهولة لأن كلا المعسكريين يصران على عدم الاستسلام والتنازل وان مناصري فتح لايمكن ان يهضموا حقيقة الامر بانهم ربما يفقدوا السلطة , بينما حماس تصر ايضا على ان لا تفقدها وتتعقد المنافسة الخطيرة على حساب المدنيين الغلابة وتزداد تعقيدا بالمصاعب الاقتصادية والتفكك الاجتماعى , ومن هنا تجد الحكومة الاسرائيلية فائدتها العظمي عبر الفوضى الفلسطينية لتعلن امام امريكا والعالم بانها ليست شريكا فى محادثات السلام وتقرر وبشكل احادى الجانب اين ستكون حدود اسرائيل مع اكمال بناء الجدار العازل لان السلطة الفلسطينية غير كفء لادارة الجزء اليسير من الوطن , كما ستعمل ايضا على ان تبقى كبرى المستوطنات فى الضفة الغربية تحت السيطرة الاسرائيلية "
" إن ما يجري ياسادة التناحر هو انتحار مبرمج على مشانق سلطة اصبح شغلها الشاغل الصراع بين الفصائل وقياداتها المريضة بلعبة الألقاب والمرافقين والخدم والحراسات، والتي تحولت الى دويلات، تكتم على صدور ابناء شعبنا الذي يزداد يأساً وبؤساً، تحت مسمى حكومة وحدة وطنية لا تعني وللاسف شيئاً لا على الأرض ولا حتى في السياسة , فقليل من الخجل ياسادة لان قضيتنا انتحرت فوق كراسيكم التى تقتتلون من اجلها مع انها فى الغالب لا تدوم ..
وكفى نرجوكم .. لاننا فقدنا بكم الامن والامان والثقة والامل فى السلام او حتى اى حلول سلمية على اياديكم !!!
التعليقات (0)