محسن الندوي بتنا نعيش في زمن عجيب بامتياز ، زمن بات فيه المنكر معروفا والمعروف منكرا، زمن بات فيه الدين عرفا والعرف دينا، زمن باتت فيه الوسطية ميوعة، والميوعة وسطية، زمن بات فيه بحقّ الاسلام غريبا .
قال الله تعالى: ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لايفلحون ).
وقال الله تعالى: ( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء مايزرون ).
في هذا الشهر الكريم، شهر رمضان المبارك، تم اصدار عدة فتاوى عجيبة في البلاد العربية وقطعا سيحاسب عليها اصحابها يوم القيامة ، ففي المغرب، اصدرعبد الباري الزمزمي عضو مجلس النواب، رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، وعضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، اصدر فتوى عجيبة يتحمّل الزمزمي وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة ،ففي تصريح له لـ “إيلاف”، أن “المريض يمكنه تناول الدواء، دون ماء، كما يمكنه حقن الإبرة، وإكمال صيامه”، مشيرا إلى أن “ذلك جائز، ولا يفسد الصيام”. وذكر الزمزمي بان شهر رمضان هو اختبار للناس في ما يخص الإمساك عن الطعام، والشراب، والشهوة الجنسية، مبرزا أن “غير ذلك لا يبطل الصيام نهائيا”. فمعنى ذلك ان التدخين جائز في نهار رمضان!! وهو ما ذهب اليه" مفتي عجيب" آخر وهو جمال البنا من مصر الذي أجاز بالفعل التدخين في رمضان نهارا !!وقد لاقت هذه الفتوى ردود فعل رافضة في الأوساط الدينية بمصر.
وبالرجوع الى فتوى الزمزمي العجيبة ،فكيف يعقل ان الدواء لا يفطر في رمضان سواء اكان ذلك عن طريق الفم او عن طريق حقن الابر مثل ابر الانسولين لمرضى السكري، اكيد ان كل من يتناول الدواء في رمضان فهو مفطر ويجب عليه القضاء.
هذا وقد انتقد بشدة علماء الازهر فتوى الزمزمي ،فقد عبّر الدكتور عبد المعطى بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية، عن اندهاشه من إباحة الشيخ عبد الباري الزمزمي للصائم تناول الأدوية نهاراً لكن دون ماء. وقال "ما يدعيه الزمزمي في زمن عشوائية الفتوى بأن تناول الأدوية دون ماء لا يبطل الصيام هو قول شاذ".
وأكد بيومي لصحيفة "اليوم السابع" المصرية، أن أخذ الأدوية في نهار رمضان ودون الماء "طبعا مفطرة"، مشيراً إلى أن أي شيء يصل إلى الجوف من الطريق الطبيعي فهو مفطر ، أما بالنسبة لمن يتعاطى من المرضى الإبر يضيف البيومي يرى أن الأرجح أن يفطر ثم يقضى لأنها مفطرة. بدوره أكد الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر أنه من المقرر شرعاً أن كل ما يتجاوز الحلق، ويدخل الجوف أثناء الصيام من سوائل ومجمدات، سواء كانت مغذية أو غير مغذية، فإنها تفطر الصائم وذلك بإجماع الفقهاء.
إن إصدار الفتوى يتحمل صاحبها إمّا أجرا كبيرا أو إثما عظيما، ولذلك يجب على المخطئ أن يستغفر ربه ويصحّح خطأه قبل أن يقف بين يديه يوم القيامة ، فقد روي أن الإمام مالك كان يقول : من أجاب في مسألة فينبغي قبل الجواب أن يعرض نفسه على الجنة والنار وكيف خلاصه ثم يجيب.
التعليقات (0)