مواضيع اليوم

فتش عن الرجل .. من مجموعتي القصصية طعنات رجل

صابرين الصباغ

2010-09-05 08:50:07

0

بدأت الأيام تبطيء في سيرها ..لا أتغير .. ملابسي بهتت ألوانها شعري سكن سكون الموتى لا لون يبهجه ولا مشط يداعب خصلاته ويغير معالمه .

هو يراني ولا يأبه بي صرت كالمياه أرويه لكن لا طعم و لا لون ولا رائحة .. تمزق ذلك الخيط الذي يربط بين جسدي ونظرته فصرت كالهواء ..

في جلسة نسائية تحدثن فقالت أكثرنا خبرة :

- يجب أن تغيرن شكلكن الرجال تكره النمط الواحد يبحثون عن جديد يداعب أشواقهم ، عليكن أن تبحثن عن الجديد حتى لاتخرج الطيور من أقفاصها بلا عودة .

خرجتُ والكلمات تلكم أذني بقوة حتى صار لها أزيز يفزعني فكيف يرحل ويتركني ..؟ يجب ألا أدعه ..

بدأت في العبث بأشيائي ألقيتُ كل ألوان زينتي المعتادة التي لم أكن أدري بأن ملامحي تتقيؤها دوماً قبل وصوله حتى فقدت الألوان ألوانها .

شعري عبثت به ليصبح مجنوناً لا يأبه فيضرب الهواء بخصلاته الملونة كشابة سعيدة بشبابها . ملابسي أدمنتْ التبرج ؛ أنحسرت مياه الأقمشة عن شواطيء جسدي .

كنت سعيدة بتغيري تمنيت أن يستشعر بهذه السعادة مثلما أشعر أنا بها .

لم أكن أدري بأنه يحفر قبري ، يخيط أكفاني ، يُجهز لقيامتي..!

فُتحت جلسة الشك بمحكمة حياتنا .. أنام بجانبه فأجده يتململ فوق فراشنا الذي لم يعرف رائحة رجل غيره .. زفراته الحارقة تلفح جدران ظهري إن مددت يدي ألقاها بعيداً كأنها معدن ساخن يلهبه .

كان يعود من عمله في غير أوقاته يفتح الأبواب آمرا إياها بأن تصمت ..

إن سمع صوت الهاتف أنتفض من مجلسه راكضاً فزعاً ، الغريب أنه كلما أخفق في إيجاد دليل إدانتي كلما زاد إصراره على معاقبتي .

يوماً ………………. دخل البيت ….

لكنه لم يكن بمفرده بل كان معه شياطين تتراقص حوله ، عيناه تتجولان بأنحاء البيت بحثاً عن بقعة أمان ولا تجد .

بت كالعروس القطنية بيد طفل عابث ..جذبني من يدي لطمني بكل قوة كان يدخرها.

ألقاني فوق فراشي وقيدني من قدمي ويدي.. أتى بشريط لاصق حتى لايسمع رجاء الأيام التي عشناها معا ، صُراخ زمانى معه

أشعل النيران بخشب الشك ، بدأ بشعري جزه من جذوره وألقمه إلى النار ، أحضر ملعقة أَطْعَم بها جسدي لهيب سوء ظنه . كل مكان يتذوق طعام ظلمهِ كان ينتفخ مملوءاً بدموعي، لم يترك مكاناً إلا ولَهتْ النيران به.

صراخي المكتوم يناشده بالرحمة نظراتي تجثو أمامه تطالبه بالعفو .. يصرخ قلبي كل مافلعته حباً لك وفيك .

لكنه لم يتركني حتى خبى قنديل روحي بين يديه ...........




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !