إن النخب الحاكمة فى معظم بلادنا العربية هى ما تريده الولايات المتحدة تماماً ، حيث تظهرعلى الفور الديكتاتورية المتوارثة جينياً منذ بدايات تسلم الواحد منهم للحكم ، فتبدأ واشنطن باللعب على الوتر الحساس وتدعى وتكرر - وقد يكون صحيحاً - أنها تحمى هؤلاء الحكام فيؤمن الجميع بذلك من حكام ومحكومين ، فلعبة الولايات المتحدة هى دق الأسافين بين الحكام والمحكومين فيخاف الحاكم من شعبه ويرتجف الشعب من حاكمه ، وتزداد الفجوة والمسافة بينهما وهم العائشون فى وطن واحد .
إن مصالح واشنطن فقط هى التى تحدد من يدخل جنتها أو حظيرتها ، لذلك سنجد أن من يدخلون أو يخرجون من جنتها يتغيرون بإستمرار ، وبالتأكيد ستجد التوريث من أهم الأسباب حالياً لدخول الحظيرة فى معظم بلادنا الموروثة بعد أن كانت محروسة .
فها هو قائد ثورة من إحدى بلادنا كان من المطرودين من جنة الأمريكيين وكان بينهما كثير من المناوشات والغارات ، وها نحن نراه يتمايل على الصراط الأمريكى فى فترة إختبار نهائية لدخول الجنة الأمريكية ، وعلينا أن نبحث دائماً عن التوريث للإبن مثلاً فى خلفية الصورة .
وها هو رئيس دولة موحدة من دولتين - فى طريقها للتفكك - يدخل الحظيرة بعد أن بدأ يحارب تنظيم القاعدة - الوهمى - فى بلاده وبعد أن أعطى المجال الجوى لدولته مجاناًَ لواشنطن وهى سيدة "العوالم" حتى يتسنى لها ضرب القاعدة "القاعدة فقط فى عقلها وتفكيرها " ، وعلينا أن نبحث دائماً عن التوريث للشقيق مثلاً فى خلفية تلك الصورة .
والوضع متماثل فى باقى البلاد العربية مع المثالين السابقين بإستثناء دولة لبنان الديمقراطية .
ولو درسنا حالة مصر فى عصور ما بعد الثورة بمقياس الوضع الحالى وهو - من ليس معنا فهو ضدنا - سنجد أنها زعيمة لمحور الشر فى عهد الرئيس عبد الناصر مع أنه لم يعادي الولايات المتحدة فى يوم من الأيام بل هى التى جعلته عدواً لها لأنه يريد مصلحة شعبه وأُمته ولم يتعدى على ربيبتها إسرائيل بل هى التى تعدت عليه فى حربى 56 و67 ومع هذا كان عبد الناصر من أول المطرودين من جنتها ، وجاء من بعده الرئيس السادات ومع أنه هو الذى حارب ربيبتها إسرائيل وهزمها إلا أنه يعتبر أول من دخل جنتها .
وما زلنا نسير على نهج وطريق الرئيس السادات الذى رسمه لنا وإنحدرنا فيه بشدة وبطريقة غير طبيعية ، وجاءت إشاعات التوريث ليضيف على مصر قيود أخرى كثيرة ، على دورها وسياستها التى تراجعت بسبب طول فترة ذلك البيات التوريثى .
التعليقات (0)