فتحنا المعبر.. فأين أصحاب الشعارات؟
الاهرام
ما أشبه الليلة بالبارحة.. إسرائيل ترتكب عدوانها الإجرامي, يتصاعد الصياح العربي الشهير, ترتفع إلي عنان السماء الثلاثية المقدسة: الشجب.. والإدانة.. والاستنكار.. تمضي الأيام, ينقشع الغبار.
لنكتشف أن الوحيدة التي اتخذت موقفا عمليا مفيدا للأشقاء الفلسطينيين هي مصر!! إن فتح معبر رفح ليس مجالا للمزايدات والمهاترات, ويكفي متابعة التعليقات الصادرة عن الفلسطينيين القادمين إلي القاهرة من غزة, وسوف نعرف من الذي يعمل لمصلحة الفلسطينيين بجد.. ومن يكتفي بالشعارات واللعب بالحناجر والكلمات.
ولعل السؤال الذي يتبادر إلي الأذهان ـ لكن علي استحياء ـ هو أين المزايدون الذين ملأوا الأرض ضجة, والجالسون تحت أجهزة التكييف في هذه العاصمة أو تلك؟!! ها هم الأتراك والأوروبيون هم الذين يحملون راية الرفض لتصرفات إسرائيل وانتهاكاتها, بل يموتون أيضا.. فأين زعماء الميكروفونات والبيانات الساخنة الملتهبة؟.. علي كل حال, رب ضارة نافعة.. وربما آن الأوان لكشف الأوراق, ومعرفة من يعمل بالضبط لمصلحة الفلسطينيين, ومن يعمل حسب أجندات خاصة للتخديم علي الأمن القومي لدول وأقطار معينة, دونما وضع اعتبار للقضية الأم قضية فلسطين.. التي تخسر للأسف كل يوم أرضا جديدة.. وبطبيعة الحال, فإن أصحاب القرار في حسم هذا الموضوع موضوع من مع ومن ضد.. هم الفلسطينيون أنفسهم, وحتما سيكون السؤال البديهي هنا هو: من أفيد لكم؟.. هل الذي يعمل علي تحقيق المصالحة وتوحيد الصف الفلسطيني تمهيدا لمفاوضات حقيقية جادة مع إسرائيل.. أم هو ذلك الذي يشعل النيران, ويرسخ الانقسام, ويستخدم القضية كورقة لتحقيق مكاسبه هو؟!.. لقد آن الأوان لوقفة فلسطينية صريحة مع النفس!
التعليقات (0)