مواضيع اليوم

فتاوى وهابية تلبس ثيابا إسلامية .... عن أسباب الطائفية

رضا عبد

2010-12-31 14:39:21

0


فتاوى وهابية تلبس ثيابا إسلامية .... عن أسباب الطائفية


 

اعترافا بخطئي في عنوان مقالي السابق ((فتاوى إسلامية في عصر الوهابية)) وأنني نسبت ما يقوله علماء الوهابية إلى الإسلام رغم إيماني الكامل بتناقض معظم ما يقولون مع حقائق الإسلام القرآنية ، ورغم إيماني أيضا أن ما يقوله وما يفعله أي ـ إنسان ـ فهو لا يمثل الإسلام مهما بلغ هذا الإنسان من علم ومهما وصل لدرجة إيمانية لا يعلمها إلا لله سبحانه وتعالى ، وإنما يمثل كل إنسان نفسه وشخصه هو ولا يـُحَمّلْ الإسلام ما يقول أو يفعل ، فالإسلام أرقى وأعلى بكثير من أن يختزل في كلام شخص أو سلوكياته مهما كان هذا الشخص ، وحتى لا نـُتهم بأننا نمثل الإسلام أقول إن رواد الفكر القرآني وعلى رأسهم الدكتور أحمد صبحي منصور يعترفون بأن ما يكتبونه وما يقولونه هو اجتهاد بشري ينسب لهم ، ولا يفرضونه على أحد ، ويجعلون القرآن الكريم مرجعية لتصحيح أخطاءهم.

وهذا المقال سيكون عن الفتاوى الوهابية التي تساعد في نشر ثقافة الاحتقان والتوتر بين الأقباط والمسلمين والتي بسببها تم خلق مناخ من الشحناء والبغضاء بين العامة و البسطاء.

وهذه الفتاوى هي سبب رئيسي في نشر نوع من الشحن المعنوي بين أبناء الوطن الواحد وخلق نوع من عدم الراحة والكبت والاستعداد للعنف الذي قد يتحول في يوم من الأيام للطائفية ثم الحرب الأهلية ، ونذكر الشعب المصري بتاريخه الطويل أن هذا الاحتقان لم يظهر وينتشر بهذه الصورة إلا مع ظهور الوهابية.

ونذكر أمثلة من هذه الفتاوى التي يتم تداولها في الكتب الدراسية والجرائد اليومية والفضائيات الوهابية.

1ــ فتوى :: لا يجوز للمسلم أن يبدأ بالسلام على نصراني ولا يجب أن يحييه بتحية الإسلام

والرد علي هذه الفتوى أسهل ما يكون لأن المولى عز وجل يقول في القرآن ((وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ))النساء:86 ، في هذه الآية العظيمة أمر من الله عز وجل برد التحية بأحسن منها على أي إنسان دون السؤال عن دينه أو معتقده ، فليس من المنطق قبل أن ترد التحية على أي إنسان تسأله ما دينك ومن ربك.!!

2ـ فتوى :: وفي نفس السياق وعلى حد وصف الوهابيين للنصارى ((ما حكم تهنئة الكفار بأعياد الميلاد أو بعيد صومهم بأن تقول لهم "عيد مبارك عليك ـ أو تهنأ بهذا العيد.؟

الإجابة الوهابية هي : تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق.

الرد من القرآن : المولى سبحانه وتعالى يقول لخاتم النبيين ولنا من بعده ((لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَـ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ))المائدة: 83،82، ربنا جل وعلا يقول وهو أصدق القائلين ويقول وقوله الحق أن النصارى أقرب مودة للمؤمنين وأنهم لا يستكبرون وأن منهم القسيسين والرهبان يبكون عند سماع الحق القرآني ، ويستحيل أن يصف ربنا جل وعلا النصارى بأنهم يكنون المودة للمؤمنين ويطلب منا أن نقطع علاقاتنا معهم أونعيش منعزلين عنهم ، لكن الوهابية ترفض وتحرم تهنئتهم بأعيادهم ، بل الأكثر من هذا يُفـْرِطـُون حين يقولون بتكفيرهم

3ـ فتوى :: إجماع دعاة فضائيات الوهابية على أن اليهود والنصارى كفار لأنهم لا يؤمنون بخاتم النبيين عليهم جميعا السلام

الرد القرآني عليهم : هذه الفتوى تتناقض تماما مع آيات الله جل وعلا الذي يجعل الحكم على إيمان أو كفر الناس مرجعه لله جل وعلا وحده وليس من حق أي إنسان حتى خاتم النبيين أن يتهم إنسان بأنه كافر ، كما بين الفرق بين اليهود والنصارى في الآية(82 من سورة المائدة) ، لكن دعاة الوهابية يقولون لربنا جل وعلا ــ لا ـ النصارى كفار نحن أعلم منك بهم تعالى الله علوا كبيرا عن ذلك.

4ـ فتوى :: حكم صرف زكاة المال وزكاة الفطر إلى غير المسلمين .؟

الإجابة حسب الوهابية : أجمع المسلمون على أن الزكاة المفروضة في الأموال لا يجوز الصرف منها لأهل الذمة لقوله ص ( في حديث معاذ بن جبل "أعلمهم أن عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم" أي من أغنياء المسلمين وترد على فقرائهم . أ هـ من بداية المجتهد للإمام ابن رشد ، قال النووي لا يجوز ، وقال الشافعية والمالكية والحنابلة لا يجوز إعطاء الزكاة للذمي ومن ذلك يكون هناك إجماع المذاهب الأربعة في عدم جواز إعطاء أهل الذمة شيئا من زكاة أموال المسلمين وكذلك مذهب جمهور الأئمة عدم جواز دفع صدقة الفطر لغير المسلمين .

الرد القرآني عليهم : ربنا جل وعلا أمرنا بإخراج الزكاة والصدقات ولم يحدد لنا دين أو جنس أو مذهب من يستحق هذه الصدقة ، ولكن أهم ما يتوفر في صاحب الصدقة هو الحاجة إليها ويقول سبحانه وتعالى((إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ))التوبة:60، وعن الزكاة يقول جل شأنه ((الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ))النمل :3، لا توجد آية في القرآن الكريم تحرم إخراج الزكاة أو التصدق على غير المسلمين من النصارى ، ولكن معظم آيات القرآن التي تتحدث عن الصدقات تجعل نصيبا مفروضا أي فرضا من هذه الصدقات لابن السبيل الذي يمر ببلد إسلامي ، ولكن الوهابية ترفض وتقول ـ لا ـ إخراج الزكاة للنصارى الذين يعيشون معنا في الدولة الإسلامية حرام.

والسؤال هنا :: لماذا تحرمون الصدقة والزكاة على النصارى ، ورغم ذلك تقبل البلاد الإسلامية المعونة من البلاد الغير مسملة.

5ـ فتوى :: شاب مريض بالسل في سنة 1948م واستمر في علاجه إلى سنة 1952م ، ثم خرج من المصحة ولا يزال يتردد عليها كل شهرين أو ثلاثة للاطمئنان على حالته ، وقد أفطر في رمضان مدة المرض كلها ، والطبيب الذي يعالجه مسيحي . فهل يقبل قوله ويؤخر القضاء إلى أن يصرح له بالصوم.؟

الإجابة حسب الوهابية : يعتبر العذر قائما إذا أخبره طبيب مسلم حاذق بأنه لا يزال بحالة يضره الصوم معها ، أو علم ذلك من نفسه بطريق التجربة أو بظهور أمارة تدل عليه واشترط الحنفية في الطبيب الإسلام والحذق ، ويكفي فيه أن يكون مستور الحال ، وجزم الزيلعي باشتراط العدالة فيه أيضا ، وضعفه في البحر والنهر.

الرد القرآني :: فرض الصيام علينا بأمر من الله جل وعلا ــ على كل من يستطيع الصوم ، مع إعطاء رخصة لمن كان مريضا أو على سفر أن يفطر ثم يقضي هذه الأيام فيما بعد ، وهذه الرخصة لا حاجة لطبيب في تقديرها فكل إنسان باستطاعته تحديد مدى قدرته على الصيام من عدمه حسب تقواه يقول تعالى ((أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ))البقرة: 185،184، كما أن الإنسان الذي يطيق الصيام أي يقدر على الصيام يمكنه الإفطار والفداء ، ويترك تقدير ذلك لتقوى الإنسان نفسه، ولا حاجة له أيضا لطبيب حاذق أو غير حاذق أو مستور الحال يستشيره ، فهي أمور واضحة ولا تحتاج لكلام أطباء ولا دعاة وهابية.

والسؤال الضروري هنا :: هؤلاء الدعاة والعلماء : لماذا لا ينصحون ويمنعون أمراء وملوك وحكام العرب من العلاج في أوروبا وأمريكا عند أطباء مسيحيين ويهود وملحدين ..أين أنتم يا دعاة الوهابية ..؟ هل تخافون على أجوركم وعلى مستقبلكم.؟

6ـ فتوى :: هل يجوز لسيدة أسلمت وتزوجت من رجل مسلم أن تقيم مع أسرتها غير المسلمة تاركة بيت زوجها.؟

الإجابة حسب الوهابية : ليس للمسلم أن يقيم إقامة دائمة مع أسرة غير مسلمة حتى لا يفتتن في دينه وبهذا ليس لمن أسلمت أن تقيم مع أسرتها غير المسلمة حفاظا على عقيدتها ودينها ، وما دامت قد تزوجت فواجبها أن تقيم في بيت زوجها وأن تكون مطيعة له في حدود ما أمر الله.

الرد القرآني :: هذه الفتاوى في مجملها صنعت خصيصا لقتل العلاقات الاجتماعية السوية بين الناس في أي مجتمع فبينما يأمرنا ربنا جل وعلا منذ 1400 عام ويقول((الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )المائدة: 5 ، وهذه الآية تشير لنوع من الاختلاط في الطعام والشراب والزواج من المحصنات من أهل الكتاب ، وهذه علاقة اجتماعية يتحدث عنها القرآن الكريم ، لكن الوهابية ترفض وتقول لا طعام ولا علاقة بين زوجة المسلم وأهلها.

ومن جهة أخرى أوضح وأكثر عموما وشمولا في العلاقات الإنسانية يقول ربنا جل وعلا ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ))الحجرات:13، وهذه الآية تبين قانون وشرع الله وسنته في خلقه أن ربنا جل وعلا خلقنا جميعا لنتعارف سواء كنا قبائل داخل دولة أو شعوب تعيش في دول منفصلة ، مع الإشارة إلى أن الأفضلية لأي شعب لا تكون إلا بالتقوى التي لا يعلمها إلا ربنا جل وعلا ، لكن الوهابية ترفض و تقول ـ لاـ يجب قطع العلاقات ونشر الكره والحقد والاحتقان والطائفية.

الخلاصة::

إن هذه الثقافة لها مرجعية ، وهذه المرجعية هي الأحاديث التي يستقى منها هؤلاء الدعاة معارفهم وعلمهم وثقافتهم ومنهجهم في الدعوة التي لوثت الفطرة السليمة عند الناس ، وهذه الأحاديث هي سبب ما نحن فيه من الطائفية بين الأقباط والمسلمين وبين السنة والشيعة ، ومن المؤكد أن هذه العلاقات المحتقنة تعود بالنفع على فئة بعينها ، وبكل أسف يقوم رجال الدعوة بمساعدة هذه الفئة في خداع الناس وإضلالهم وتحويل حياتهم لجحيم مقيم..

 

وأخيرا::

على هذا الرابط أحاديث هامة تبين أسباب الاحتقان والطائفية التي يجتهد دعاة الوهابية في حفظها وترديدها على أنها الإسلام.

http://hadith.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=236&Words=%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%85%D9%8A&Level=exact&Type=phrase&SectionID=2




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات