{لَا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ }فصلت49 يجتهد الإنسان دائما في طلب ما ليس عنده مما يعتقد أنه خير.... أو يستزيد مما عنده...وينسى كل منا أن الله أسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة دون أن يسأل الله شيئا من ذلك مثل الخلق والمال والولد والسكن والملبس والصحة والستر...إلي غير ذلك مما لا يحصى ولا يعد من النعم..... ومن الدعاء في القرآن {وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }البقرة201 وهذا كما يظهر بوضوح هو من الأدعية الجامعة التي تشمل كل خير لا يمكنك إحصاؤه وفيه معني تسليم النفس لله العالم بما يصلح وأنت تكل إليه أن يحقق لك ما ينفعك ولو كان غير واضح لك ويؤكد ذلك أن الخير قد يأتي في صورة شر والشر يأتي في صورة خير كما في الآية ....{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة216 فلا يعلم الإنسان أين الخير وأين الشر في كل ما يحدث له فيطلب من الله أن يهب له الخير بعلمه ويمنع الشر عنه بعلمه ومن الناس من يقول: كيف أدعو الله وأنا في نعمته وأنا راض ....فإذا دعوته أكون كمن لا يعجبه ما هو فيه من كثير النعم ....فالله أعلم بحالي وهو يعطيني ما يصلح أمرى ولكن هذا ينسي أن الدعاء عبادة فلا يتركها تنفيذا لأمر الله (أدعوني أستجب لكم) ومن الدعاء الذي سمعته (اللهم إن دعوتك فطاعة وعبادة وشكرا ....وإن سكت عن دعائك فإقرارا مني أنك أسبغت علي نعمك ظاهرة وباطنة وآتيتني ما سألت وما لم أسأل فلك الحمد) ...ومن الناس من يقول في الدعاء (الحمد لله) ويكتفي بذلك علي أنه تفسير للآية {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }يونس10 فيعتبر أن هذا الدعاء الذي هو لأهل الجنة يشمل أيضا أن عبارة (آخر دعواهم) أي أفضل دعاءهم ...وقد يكون هذا صحيحا والله أعلم.... ونذكر أن القرآن كله بدأ بعبارة (الحمد لله رب العالمين) وكأن ما يأتي في عموم القرآن تصديق وتفسير لهذه العبارة ...أي أن القرآن كله بابه الحمد ...والله أعلم ...ومن الدعاء الجامع أيضا ( اللهم اغفر لي وارحمني عافني وارزقني ) وعلي كل حال فأفضل الدعاء ما جاء في القرآن مما يصلح لعامة البشر...غير الأدعية التي وردت مثلا في شأن العاصين أو في شأن فرعون علي ألسنة الأنبياء وعلي لسان امرأة فرعون وهذا مفهوم وبديهي طبعا
نبذة عن فتاوي الإعصار ساندي
...من الهام أن نتذكر دائما أن الفتوى بتحريم دعاء يستزيد من الشر أو يتشفى في هؤلاء المنكوبين في دولة أصابتها كارثة مثل إعصار ساندي نظرا لمعارضتنا سياستها خلق بائس تأباه النفس البشرية السليمة وقد تكون الفتوى مجردة من الهوى وقد تكون غير ذلك ولكن السائد عند أهل العرب أن يستنزلوا اللعنات على أعدائهم (ولا تنزل) لأن فيهم ومنهم أعدى عليهم من الأعداء الظاهرين (الطابور الخامس) أو الإخوة الأعداء كما في كل بلاد المسلمين!!!!!!
إن الكوارث الطبيعة ليست عذابا فقط وربما كانت رحمة لبشر أساؤوا في حياتهم فأراد الله أن يمحو ذنوبهم فأصابهم بما يعيدهم إلى دينه الذي ارتضاه لهم دون تحديد هذا الدين لأن هذا بحث سوف نختلف فيه كثيرا وكثيرا جدا نظرا لثقافة الحقد التي نتحلى بها نحن الشعوب المقهورة داخليا وخارجيا!!
التعليقات (0)