فتاوى إقصاء وأجساد
التاريخ الإسلامي المعاصريشهد فتاوى إقصائية ضد المرأة إذا ما قارناه بالمراحل السابقة من التاريخ , فبين فينه وأخرى يتفاجأ الشارع بفتاوى إقصائية تحرم المرأة من حقوق كثيرة وبعضها فحولية تتعلق بالأجساد كالطفلة المشتهاه وغيرها من عجائب الفتوى ذات الطابع والنكهه النسائية ؟
النمط الثقافي الذي يعيش فيه بعض من يتصدر الفتوى جعل من الفتوى شيء مقدس وجعل من الفتوى أداة تسلط وتضييق وإقصاء وفي الحقيقة الفتوى خطاب ثقافي قابل للنقد والبحث والمراجعة لكن البعض لا يؤمن بذلك لأن تفكيره يقوم على تقديس كل ما له علاقة بالدين من قريب أو من بعيد , تقديس الدين أمر محبوب وواجب لكن تقديس أراء حتى وإن كان من يطلقها متدين فعل وأمر خاطيء لأن ذلك الرأى قد يتغير ويتحول لرأى أخر غير السابق والشواهد على التحولات في الاراء والفتوى كثيرة , كثير من الفتاوى وقفت ضد المرأة من باب الإستناد على قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح , تلك القاعدة الفقهية يحل إشكالاتها قوانين ضابطة صارمة , فعلى سبيل المثال قيادة المرأة للسيارة يحل إشكالية القول بإحتمال تعرض المرأة للتحرش أو الإعتداء قوانين ولوائح تردع المتحرش , فالقانون يردع صاحب الهوى ومن يفكر في إيذاء الأخرين , فلماذا لا يتم الفتيا بعدم تحريم قيادة السيارة وترك الأمر حتى يصدر قانون ونظام يردع المتحرشين فالأمر ليس له علاقة بالدين لأن قيادة المرأة للسيارة سلوك وفعل وممارسة إجتماعية تخضع للرغبة متى ما تهيئت البيئة لذلك , لماذا يتم تحريم أمر لا دليل على تحريمه فكل شيء حلال الإ في حالة وجود دليل من كتاب او سنة أوقياس او إجماع , وفي قضية قيادة المرأة للسيارة هناك إجماعين إجماع بالتحليل وأخر بالتحريم ذلك الإجماعيين دليلٌ على أن الفتيا في غالبها أراء تنبع من مدى فهم المفتي لضرورات المجتمع المختلفة !
بعض متصدري الفتوى ممن ليس له علاقة بالفتيا تسبب في إشكالية للفتوى جراء الفقز على الفتوى التي هي خطاب ثقافي له أهميتة وضرورته و شروطه وحالاته إشكالية شوهت الفتوى وقضت على النمط الثقافي الذي كانت ستشكله الفتوى المعتدلة المراعية للضرورات العصرية فالفتوى جزء مهم من نسيج ثقافة المجتمع .
المرأة وجسدها مدار الحديث والشد والجذب , كلٌ يريدها في دائرته شهوانية حيوانية لا تؤمن بالإنسانية فالإنسانية قيمة كبرى لا تؤمن بالجنس أو اللون أو العرق معيارها الإنسان الأدمي فقط , بعض العقول تطرفت حتى وصلت لمرحلة فرض الوصاية على البشر ترصد تحركاتهم وتوجههم إلى الطريق الذي تظنه صحيح تطرف وتشدد وتلك هي النتيجة الطبيعة للجهل , فالجهل لا يعني عدم المعرفة فحسب بل يمكن أن يكون الشخص جاهلاً حتى وإن كان متعلماً فالعقل الغائب عن المجتمع المتعطل عن التفكير المؤدلج بأدلوجيات وأفكار معينة خارجة عن المألوف يعد عقلاً جاهلاً يفرز الجهل ويشرعنه بأراء ظاهرها علم وباطنها ظلام وجهل !
في البيئات المؤمنة بالإنسان كفرد له إستقلاليته الفكرية والثقافية وله مطلق الحرية في إتخاذ الرأي المناسب له لا يتم التضييق عليه أياً كان جنسه أو عرقه أو لونه أو حتى دينه ولا يتم إستخدام أدوات ذات حساسية مطلقة في التضييق كالفتوى , فالفتوى أداة حساسة يتم بها ضرب الحق بسيف ذو حدين اياً كان ذلك الحق ؟
بما أن الفتوى أداة وبما أنها خطاب ثقافي قابل للنقد والبحث والتحليل والمراجعة ,فلماذا لا يتم مراجعة بعض الفتاوى الفحولية ونقدها ووضعها تحت المجهر , ولماذا لا يتم مراجعة فتاوى الحرمان والتضييق بإسم درء المفاسد فالضرورات تبيح المحظورات , فالمراجعة النقدية للفتوى لا يقوم به الإ من يؤمن بالمتغيرات العصرية للمجتمعات وفي المراجعة قضاء على الحرمان والتضييق ونزع لفتيل التشدد والتطرف الذكوري والفكري , فهل من مراجعات للفتوى وأخذ بأراء فقهاء لهم أراء في قضايا حقوقية عامة للمجتمع وخاصة تخص المرأة التي أصبحت تحت رحمة المحرم والمٌحرِم ...
التعليقات (0)