مواضيع اليوم

فتاوى إسلامية في عصر الوهابية

رضا عبد

2010-12-21 13:45:28

0

فتاوى إسلامية في عصر الوهابية

 

بداية يجب أن نسأل أنفسنا كمسلمين ما هي فائدة نعمة العقل التي أنعم الله بها علينا وكرمنا بها عن باقي المخلوقات.؟

و نسأل أنفسنا ثانية : ما هو دور مشيئة الإنسان في اختيار أفعاله وأقواله وأعماله وسلوكياته أثناء وجوده على قيد الحياة.؟ وأين استفتاء القلب.؟

ونسأل ثالثا: هل يمكن العيش في مجتم مجتمع بلا مفتى .؟

ونسأل رابعا : ما هي مميزات المجتمعات التي تعيش وتشغل نفسها بالفتوى والسؤال عن كل شيء مهما كان تافها وعبيطا.؟ هل تقدمت هذه المجتمعات .؟ هل ارتقت و تفوقت أخلاقيا وسلوكيا وتكنولوجيا عن المجتمعات التي لا تشغل نفسها بكثرة السؤال أو حتى عن المجتمعات التي لا تدين بالإسلام أصلا.؟

أسئلة كثيرة وبلا حدود يمكن أن تكون بابا ندخل منه لسلسلة من المقالات التي نكشف بها حالة التدهور الثقافي والخلقي والفكري والعقلي والعلمي في كثير من المجتمعات العربية والإسلامية ، ويساهم في حالة التدهور هذه غزو هذه المجتمعات بالفكر الوهابي السعودي المبني على المظاهر والشكل الخارجي والملابس والكلام ، وهذا الفكر منذ أن انتشر وأصبح المحرك الأكبر لقطاع كبير من المسلمين في البلاد العربية والإسلامية علماء وشعوب ، قد صاحبه حالة يمكن وصفها بأنها خليط من التواكل والتكاسل و كثرة الكلام ، تقديس رجل الدين مهما كان ، وجعل الدين خط أحمر ليس من حق أي إنسان التحدث فيه حتى على المستوى الشخصي وفي حدود المسئولية الشخصية ، وليس من حق أي إنسان أن يسلك سلوكا مهما كان بسيطا دون اللجوء لداعية أو مفت يسأله ويستشيره ماذا أفعل .؟، حتى لو كان السؤال من نوعية (( هل يجوز تسكين الراء في لفظ (الله أكبر) في الأذان.؟

ولنفس هذه الأسباب يزداد السؤال والاستفسار ولا يستطيع العاملين في مجال الفتوى تلبية حاجة الناس من كثرة السؤال الذي وصل لـ 465ألف فتوى طلبها المصريون من دار الإفتاء في عام 2010م ، ومن الطبيعي جدا أن يكون هذا العدد الهائل مؤشرا هاما على حسن السير والسلوك بين المصريين ، ويكون دليلا واقعيا على صلاح الناس وصلاح الأجيال الشابة التي تربت وشربت من نهر الوهابية بوصفها الثقافة المسيطرة والسائدة الآن ، ولكن على العكس تماما رغم هذا الاهتمام بالدين وهذا التظاهر بالتقوى والخوف من الله نجد انتشار سلوكيات ليس لها وجود إلا في بلاد الإسلام ، وهي وصمة عار على كل بلد إسلامي وهذه السلوكيات تخص التعامل مع المرأة ونظرة الرجل إليها ، وهنا يجب أن نقول بكل وضوح (التحرش الجنسي) بالمرأة في البلاد العربية والإسلامية وأخص بالذكر مصر والسعودية .

أولا: مصر ــ أصبح التحرش الجنسي بالمرأة سواء بالقول أو الفعل عملا يوميا وعادة شبه طبيعية يمارسها قطاع كبير من الشباب والرجال في مصر ، وهذا الكلام ليس افتراء ولكنه واقع يصرخ ويقول أنا موجود ، وسلوك فاضح يعلن عن نفسه حتى في أفلام السينما التي كانت قديما تتعرض للتحرش من قبل على أنه حدث عارض في المجتمع كما جاء تصويره في مشهد داخل المصعد من فيلم( بين السماء والأرض) في فترة الستينات ، ولكن بسبب سوء الأخلاق وانحدار السلوكيات في المجتمع أصبح التحرش الجنسي ليس حدثا عارضا أو حالة فردية ولكنه أصبح سلوك وظاهرة ويحتاج لفيلم سينمائي كامل قائم بنفسه يفضح تفشي هذه الظاهرة ويقول بكل صراحة إننا نتقدم كثيرا إلى الوراء مثلما حدث في آخر أعمال السينما المصرية في فيلم (678) الذي يصور ظاهرة التحرش الجنسي في مصر في الشوارع وفي جميع وسائل المواصلات ، ومن هنا يجب أن نسأل أنفسنا أين الخطأ .؟ ، ما هو سبب هذه الحالة الوضيعة التي وصلنا إليها .؟.

ثانيا: السعودية ــ باختصار شديد مجرد الاشتراط على المرأة حين تسافر للسعودية أن يكون معها محرم فهو عار كبير يلحق بالمجتمع السعودي الذي يعترف بأن المرأة لن تكون آمنة على نفسها لو قامت بزيارة الأراضي السعودية ، فهي سيئة وليست حسنة أن تأمن المرأة على نفسها حين تسافر لجميع دول العالم من غير محرم أي وحيدة مطمأنة ، ولا يمكن أن أقول أكثر من هذا.

كل هذا يحدث في بلاد إسلامية رغم التزام معظم الناس في تأدية الصلاة في المساجد وخصوصا صلاة الجمعة ، رغم الزيادة الرهيبة في عدد المساجد خلال النصف قرن الماضية ، وانتشار القنوات الفضائية الدينية التي تدعو الناس ليلا ونهارا ، ورغم كثرة الدعاة وكثرة المادة المسموعة والمقروءة في مجال الدعوة للدين ، وكثرة السؤال والاستفتاء هنا وهناك ، ولكن النتائج على العكس تماما من كل هذا ، وكأن من يقومون بهذه السلوكيات أشخاص من كوكب آخر ، إذن هناك خطأ في المنهج ، ويمكن أن نقول أن هذه المجتمعات ضلت الطريق وتحتاج لمنهج مختلف لأن المنهج المتبع والمسيطر منذ قرن تقريبا قد فشل في إصلاح سلوكيات وأخلاقيات الناس.

قد أكون على خطأ وقد أكون على حق فلو كنت على خطأ فليصحح لي أحدكم 

 

رضا عبد الرحمن على





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات