على البحرِ قابلتُها مَرةً
وقد بانَ من جِسمِها ما خَفِي
كأنَّ على صدرِها دُرتَين
وقد فارقتْ حِشمةَ المِعطَفِ
فقلتُ لَها : كم مَضى مِن سِنين
ثَمَانٌ وعَشرٌ ، .. ألا تَكتَفِي
فقالَت – وقد أظهرَتْ بَسمَةً-
على خَصركِ الألِقِ الأهيَفِ
فقلتُ : أُعذريني ، فَوجهٌ صَبوحٌ
تَلألأَ كالقمَرِ الزاهِرِ
يَدلُّ على أنكِ فَاتِنٌ
أتتنَا منَ العالمِ الآخَرِ
فلو عَايَنتكِ حِسانُ الجِنان
لأهوَتْ على كفِّكِ الساحِرِ
فسُبحانَ ربٍ أفاضَ الجَمَال
فشُدَّتْ له أعينُ الناظِرِ
فقالت : كَلامُكَ قد شَدَّنِي
فهل أنتَ يا سيدي شاعرُ؟
أمِ الحُسنُ أعطاكَ من كَفِّهِ
بَياناً ، فأنتَ بهِ هَادِرُ ؟
أمِ الغِيدُ غَنَّتْ على سَاكِنٍ
بقلبِكَ ، فانتفضَ الفاتِرُ ؟
أمِ النَّفسُ قد راح يَغتالُهَا
فِراقٌ ، ويَلهو بِهَا هَاجِرُ ؟
فقلتُ : أنا عاشِقٌ للجَمَال
وان لمَ أكُن شاعِراً مُبدِعَا
تَمنّيتُ لَو أنَّ لي ألفَ عَينٍ
وألفَ لسانٍ لكَي أبُدعا
فياحُلوةَ الثّغرِ : كَم صافحَ
النَّسيمُ مُحيا وكم ودَّعا
وكَم طَافَ في أمنِهِ سَبعةً
وكم في زَوايا حِمَاهُ سَعَى
مقطع من قصيدتي ( فتاة الاسكندرية )
1995م
التعليقات (0)