مواضيع اليوم

فتاة الاسكندرية

زكي السالم

2012-03-16 20:37:54

0

 على البحرِ قابلتُها مَرةً
وقد بانَ من جِسمِها ما خَفِي

كأنَّ على صدرِها دُرتَين
وقد فارقتْ حِشمةَ المِعطَفِ

فقلتُ لَها : كم مَضى مِن سِنين
ثَمَانٌ وعَشرٌ ، .. ألا تَكتَفِي

فقالَت – وقد أظهرَتْ بَسمَةً-
على خَصركِ الألِقِ الأهيَفِ


فقلتُ : أُعذريني ، فَوجهٌ صَبوحٌ
تَلألأَ كالقمَرِ الزاهِرِ

يَدلُّ على أنكِ فَاتِنٌ
أتتنَا منَ العالمِ الآخَرِ

فلو عَايَنتكِ حِسانُ الجِنان
لأهوَتْ على كفِّكِ الساحِرِ

فسُبحانَ ربٍ أفاضَ الجَمَال
فشُدَّتْ له أعينُ الناظِرِ

فقالت : كَلامُكَ قد شَدَّنِي
فهل أنتَ يا سيدي شاعرُ؟

أمِ الحُسنُ أعطاكَ من كَفِّهِ
بَياناً ، فأنتَ بهِ هَادِرُ ؟

أمِ الغِيدُ غَنَّتْ على سَاكِنٍ
بقلبِكَ ، فانتفضَ الفاتِرُ ؟

أمِ النَّفسُ قد راح يَغتالُهَا
فِراقٌ ، ويَلهو بِهَا هَاجِرُ ؟


فقلتُ : أنا عاشِقٌ للجَمَال
وان لمَ أكُن شاعِراً مُبدِعَا

تَمنّيتُ لَو أنَّ لي ألفَ عَينٍ
وألفَ لسانٍ لكَي أبُدعا

فياحُلوةَ الثّغرِ : كَم صافحَ
النَّسيمُ مُحيا وكم ودَّعا

وكَم طَافَ في أمنِهِ سَبعةً
وكم في زَوايا حِمَاهُ سَعَى

مقطع من قصيدتي (  فتاة الاسكندرية )
1995م




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات