مواضيع اليوم

فبركة الأهرام: تجسيد فعلي لمآل الدور المصري

ماءالعينين بوية

2010-09-18 13:05:30

0

تحدثت مواقع إعلامية كثيرة عن فضيحة جريدة الأهرام" المصرية المشهورة" حين أظهرت الرئيس المصري متقدما على القادة الأمريكي و الفلسطيني و الأردني و الإسرائيلي في صورة مفبركة لهؤلاء فى بداية مفاوضات شرم الشيخ تحت عنوان الطريق إلى شرم الشيخ، في حين كان الرئيس المصري في الصورة الفعلية متأخرا عن باقي القادة، فلماذا أقدمت الجريدة المصرية على ذلك؟ هل إظهار المكانة العظيمة للرئيس المصري بين قادة العالم يكون على هذا النحو ؟ أم لإظهار الرئيس المصري و هو في ريعان شبابه يتقدم القادة  الأصغر منه سنا؟ أي مصداقية لمثل هاته الجرائد بعد هذه الفضيحة؟


الصورة من موقع الان الاخباري

حسب موقع الأن الكتروني عقب  أسامة سرايا رئيس التحرير في مقاله يوم الجمعة  على ما جاء في الجريدة  بكونها " أي الصورة المفبركة" : صورة تعبيرية جاءت بعد القمة بـ‏12‏ يوما‏..‏ ولم تكن هي التي نشرت بتاريخ ‏1‏ سبتمبر تحت عنوان الطريق إلي شرم الشيخ‏.‏. الصورة‏ وضعت الرئيس مبارك في موقع يقود المفاوضات الجديدة بعد القمة الافتتاحية في واشنطن بـ‏12‏ يوما، فالصورة التعبيرية تعبر عن مضمون الوثيقة المنشورة‏..‏ فضلا عن تعبيرها الموجز والحي والصحيح عن الموقف السياسي الدقيق لمكانة الرئيس مبارك وموقعه في القضية الفلسطينية‏، ودوره المتفرد في قيادتها قبل واشنطن وغيرها‏..‏ برغم أهمية واشنطن ودورها‏. و هنا نتسأل هل مازال النظام المصري يحتفظ بدوره  الريادي  في القضية الفلسطينية و  بل و في مكانته دوليا و إقليميا. و هل تحتاج الأهرام لفبركة الصورة كي تكذب على العالم؟ أم أن الصورة الحقيقية و التي تجسد حقيقة مدى ترهل النظام المصري و تقلص دوره في القضية الفلسطينية و في  باقي الملفات الاقليمية.

 النظام المصري  و من يدور في فلكه من أحزاب و جمعيات و دوائر إعلامية مازال يظن نفسه انه محل الريادة و أن مصر مازالت في وزنها السياسي و الاقتصادي  في إفريقيا والشرق الأوسط، غير أن الكثير من المعطيات و الأحداث تكذب هذا الظن، التراجع المصري في المنطقة نتيجة حتمية  لحصيلة النظام المصري منذ تولي حسني مبارك السلطة و على مراحل، فمع كل أزمة سياسية بداية من حرب العراق إلى حروب لبنان و الاعتداءات الإسرائيلية المتتابعة على الضفة و غزة كان النظام المصري يفقد نقاطه نتيجة مواقفه إزاء هاته الأحداث مقابل ذلك كانت دول أخرى تأخذ المكان أكانت عربية صغيرة أم كبيرة كقطر و سوريا و ليبيا ( في الجانب الافريقي) أو إقليمية كتركيا و إيران، النظام المصري رهن مواقفه بحجم المعونات الاقتصادية القادمة من أمريكا و بالخوف من المد الاسلامي الحركي،  وبالتالي  كان ارتباطه بأمريكا و إسرائيل سببا في تحوله مع  الوقت إلى حارس حدود لإسرائيل و ضامن لأمنها الجنوبي،و موظف استخباراتي لها وهذا ما يجعله حريص على رعاية أي مفاوضات فلسطينية داخلية رغم تنافيه و عداءه الشديد لحركتي حماس و الجهاد لمرجعيتيهما الإ سلامية.

بعد سقوط بغداد و انهيار لنظام العراقي السابق، و إتجاه الولايات الأمريكية نحو سوريا و إيران و حديثها عن شرق أوسط جديد و حديثها عن جناح عربي معتدل و آخر غير معتدل،إنساق النظام المصري مباشرة في التجريدة الأمريكية و ظهر ذلك في تدهور العلاقات السورية المصرية كما تدهولات العلاقات السورية السعودية،لكن مع تماسك الموقف السوري و تخلي أمريكا عن نبرتها العدائية اتجاه سوريا و لربما مراجعة سياستها لسوريا من العداء إلى الاحتواء، كان على الدول العربية المعتدلة أن تغير سياستها، و هذا ما اتضح في عودة الدفيء للعلاقات السعودية السورية  و تو تكريس الضوء على هذا الموضوع في حين ظلت العلاقات السورية المصرية على حالها  فقط مع تغير بسيط نحو الأمام، ولو كانت مصر طرفا فاعلا في اللعبة الامريكية لكانت حركتها اتجاه مهادنة سوريا  و احتواءها و فتح الباب لها كما فعلت السعودية. التقارب السوري السعودي أيضا مرده الملف اللبناني، فالدولتين طرفين فاعلين في تكريس السلم الأهلي في لبنان و تمتلكان مفاتيح حل الأزمة اللبناينة الداخلية، فأين مصر من الساحة اللبنانية؟ قطر التي لا يعرف لتدخلها في الساحة اللبنانية تاريخ، استطاعت أن ترعى مفاوضات حوار وطني أنهت  الأزمة اللبنانية الأخيرة، و هذا ما غاظ الإعلام المصري الذي طالما ما يلمز في هاته الدولة الصغيرة و في قناتها الجزيرةر.

ولعل النظام المصري و هو يبحث عن انتصارات تعيد هيبته الداخلية قبل الخارجية، اتكأ على أحداث تافهة و معارك وهمية  من قبيل مقتل جندي مصري على يد ميلشيات حمساوية، مباريات كرة قدم يستنفر لها الاعلام  و أشباه الصحافيين.... غير أن مثل هذه الأحداث الهامشية لا تبني إنتصارا و لا مجدا، و العنتريات الفارغة على   دول و شعوب شقيقة  لا ترد الهيبة المفقودة كما لا تردها الصور المفبركة ولا الحملات الإعلامية التجميلية.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات