اكدت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية أنه على "الرغم من هدوء الوضع في السعودية وعدم تصدير الانتفاضات الشعبية التي أطاحت بالأنظمة العربية الأخرى إليها، إلا أن الاحتجاجات المكثفة من قبل افراد الشعب في المنطقة الشرقية التي اثارت الجدل والقلق حول عدم استقرار الوضع في السعودية".
وأشارت الصحيفة إلى أن "هذه الاحتجاجات من قبل السكان في مدينة القطيف استمرت وتزايدت بشكل كبير، بعدما أرسلت السعودية قوات إلى البحرين لمساعدة الأسرة الحاكمة وإنهاء الانتفاضة المناهضة للحكومة بعدما قادت احتجاجات البحرين الأغلبية الشيعية هناك”.
ولفتت الصحيفة إلى أن "وزارة الداخلية السعودية زعمت أنها ستستخدم قبضة من حديد ضد مثيري الشغب الذين هاجموا مواقع أمنية، ملمحة بشكل غير مباشر إلى تورط إيران في إثارة المتاعب والمشاكل بالسعودية، إلا أن النشطاءفي القطيف نفوا هذه الاتهامات ودعوا الحكومة لمعالجة قضايا مجتمعهم”.
ورأت الصحيفة أن "الشيعة في السعودية يشكون دائماً من التمييز من قبل الحكومه وقلة فرص العمل في الوظائف العسكرية والأمنية والوزارية رفيعة المستوى، وهي المزاعم التي تنفيها الحكومة مؤكدة أن الأقلية الشيعية تتمتع بتكافؤ الفرص”.
ولفتت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية الى ان التغيير السياسي الذي أحدثه الربيع العربي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط قد مس كل الدول في المنطقة وخلق إحساسا بالتفاؤل والأمل بإجراء إصلاح اجتماعي اقتصادي، وفي حين أن أغلب التركيز كان منصبا على الأمن والآثار السياسية لهذه التغييرات، لكن كان لها تداعيات أيضا على الصحة والرفاهية ونظم الحماية الاجتماعية.
واشارت الصحيفة إلى أن الكثير من دول الربيع العربي تواجه مخاطر صحية كبيرة على المدى القصير والتي كانت نتيجة لهذه الثورات. ويشمل ذلك حالات الوفاة والإصابة من الثورات نفسها والتي لا تزال تشهد ارتفاعا، على الأقل في سوريا. كما أن تهجير السكان مشكلة متفاقمة أيضا خاصة في الدول المجاورة لسوريا التي هرب منها ما يقدر بحوالي نصف مليون شخص مع آثار تشمل اضطرابات ما بعد الصدمة لاسيَّما بين الأطفال، أما الخطر الأكبر على المدى القصير فهو انهيار الأنظمة الصحية في بلدان الربيع العربي.
التعليقات (0)