علي جبار عطية
الأربعاء 25-01-2012
يقول لك المواطن العراقي المغترب في دولة اسكندنافية انه لايصبغ حذاءه الا في الشهر مرة ربما لكي لاينسى هذه العادة التراثية !
وليس في الامر سر مهنة فالشوارع معبدة والطرق حديثة والارصفة مشيدة بأشكال هندسية رائعة تتخللها الاشجار والزهور.
وتلاحقك النظافة اينما كنت فلا ترى منظراً يستفزك يلخص لك القذارة من قبيل ان يعمد من يمشي أمامك الى القاء ما في فيه او في انفه على الارض مباشرة من دون حياء او ورع او خوف من قانون فيصلك الرذاذ وربما تصاب من جرائه باحدى نزلات البرد او ينقل لك فايروساً تتولى إكرامه أياماً وليالي !
وتأكلك الحيرة وتظل تتساءل ان هذا المواطن الذي قرر عدم العودة الى (الوطن الأم) مطلقاً لأنه وجد (وطنه الحقيقي) لم يأخذ قراره من فراغ بل بناه على مجموعة من الممارسات والافعال والاحباطات والمعاناة ثم ان حياتنا قصيرة قياساً بمعدل أعمار الشعوب الاخرى فمن يستطيع تحمل كل هذه الالام ومن أجل ماذا ؟ هل من اجل ان يقال انه مواطن صالح؟
ثم اين الخلل ؟ ولماذا تقدموا علينا علماً وأدباً ومنطلقاً وانسانية وظللنا نجتر المزيف من التاريخ ولا نقرأه قراءة موضوعية سليمة لنستخلص منه العبر ؟ وقبل ان يغادر صاحبنا القى وصيته ورحل .
اما مفادها فهو : انصحكم الا تسافروا الى دولة أجنبية لأنكم إن فعلتم ذلك فلن تستطيعوا العيش في بلدكم!!
التعليقات (0)