فانوسنا .. ولا كهربائهم ..وحمار إشعيط

فانوسنا .. ولا كهربائهم ..وحمار إشعيط
مواطن عراقي منكوب

في احدى الاراضي العراقية الريفية في محافظة ميسان كان هناك شخص فلاح اسمه ( إشعيط ) وعنده حمار اعرج اسمه ( إمروّح ) كان يمتطيه لقضاء حوائجه ويعينه في التنقل بمزرعته والديرة التي يسكن فيها فذات يوم تعرض إشعيط لألام في الظهر وذهب الى (الطب العرب ) وكان حكيم يجاور منزل إشعيط فقال الحكيم لشعيط سبب ظهرك هو حمارك ( فأنت بعد لا تركب حمارك الأعرج ) فقرر إشعيط ان يشتري حمار جديد يركب عليه بدل إمروَح فذهب الى ( الوكفة ) وكان سوق لبيع الخيل والبغال والحمير فوجد جماعة يبيعون الحمير فسألهم عن حمار ابقع وقع نظره عليه واتفق على سعره فقال لهم شعيط شنو عيب هذا ( المطي ) فقالوا له حمار قوي بس مشكلته نذل وفاسد قال لهم ( ميخالف ) هو حمار مايضر اذا فاسد لونذل فاشترى إشعيط الحمار وجاء به لداره مشكلة الحمار ( يزكط ) يعني ما يتأمن فضرب زوجة إشعيط وكسر ساقها عندما قدمت له الطعام وبعدها ضرب ساق ابنت إشعيط وكسر ساقها ايضاً ثم ( زكط) إشعيط على بطنه وسقط على ظهره وتأذى وصار طريح الفراش اسبوع وبعدها صار الحمار يدخل للمزرعة ويسحق الحنطة ويخربها برجليه طوال النهار فتعب إشعيط من هذا الحمار تعب شديد وزادت معاناته فأخذ الحمار وراح للجماعة اللي اشترى منهم الحمار فقال لهم ( يابه هذا المطي تعبني وزكط عايلتي وزكطني ليش ماكتولي بهذا العيب من اشتريته ) فقالوا له احنه مو كنالك هذا الحمار نذل فقال لهم وهاي شجابها على سالفتنه فقالوا له ( هو النذل شتترجه منه غير يزكط اهله ) فصاح فيهم إشعيط ( إمــروَح ولا مطيـكـم )
مثالنا في حمار إشعيط حكومة الفساد ومصائب هذه الحكومة فلا يتصور البعض ان المواطن العراقي الثائر والمتظاهر كل جمعة استسلم للامر الواقع و( بطل من قضية الكهرباء بل سيبقى عازما لانهاء الفساد وسيبقى يتظاهر حتى يشعر الشعب العراقي ان المعاناة ستطول مالم يقف ويتظاهر ويطالب بحقوقه المسلوبة وفق القوانين والانظمة الدولية .... هذا هو لسان حال الشعب المتظاهر من ابناء وانصار المرجع العراقي الصرخي هذه الجموع المتظاهرة في عموم المدن العراقية خرجت وبكل صراحة لتعبر عن حاجتها الملحة الى حقوقها المسلوبة منتهجة كل وسيلة سلمية قانونية في المطالبة بالحقوق موعزين الى المواطن العراقي ان يشعر ان المعاناة ستطول مالم يتحرك ويعبر عن ارادته ..
هذا المتظاهر الذي حمل فانوساً وكتب في يافطة ( فانوسنا ولا كهربائكم ) كان يشير الى هذا المرض العضال وهو قضية الكهرباء وماساة المواطن العراقي ولعل حمار إشعيط الجديد مثال مناسب لمن حكم العراق وساد فيها فساداً وخرب ارضها وشعبها وخيرها ... والكارثة صارت الناس تترحم بسببهم لنظام فاسد قبيح وهو النظام الصدامي المخلوع لانه اهـون من نذالة حكومة الفساد كما هـان حمار إشعيط الاعرج من الحمار الجديد ( اليزكــط )