صباح عراقي جديد لكنه مختلف عن كل الصباحات انهُ عيد الحب في الدول التي تحترم البشرية يُفترض أن اهنئ حبيبتي ثم أحضر لها هدية ثم نخرج عصراً لنستمتع قليلا لكن لكوني في العالم الثالث كان السيناريو مختلفاً فبعد أن طبعت احد الشعارات اتجهت الى التظاهرة المفترضة في ساحة التحرير كما اخبرنا الفيسبوك طيب الذكر وقبل أن اصل خطر في بالي ماذا لو لم اجد اي تظاهرة لكن أوقف افكاري هذه الضجيج المنبعث من تحت نصب الحرية وأول ما لفت انتباهي تطويق المظاهرة بشريط ودخول المتظاهرين من منفذ واحد بعد التفتيش وهذه فكرة ممتازة لحماية التظاهرة ترى ما هي رتبة صاحب الفكرة من الشرطة؟ بعدها ناولني احدهم ورقة عليها شعار كي أقوم برفعها وكأنه يقول لي أن التنظيم سيكون عالي المستوى وقد اكد ذلك لي شخص اخر بعد قليل حينما شاهدني احمل الشعار الذي أتيت به معي واضع الاخر في جيبي فقال لي أعطه لغيرك.وبعد نظرة الى وجوه الثائرين رأيت فيها الثورة فهذا اول احتكاك لي مع يساري العراق كما شاهدت عدداً من الفتيات احيانا يشاركن بالتظاهر واحيانا ينشغلن بالتصوير واحياناً يكتفين بالمراقبة ولم تنتظر المظاهرة كثيراً فأتجهت نحو الشارع والشرطة تسارع لقطع الطريق من السيارات وسأل احد الضباط الكبار في الجيش الى اين تتجه المظاهرة الى مجلس المحافظة ام امانة بغداد وسأل جنوده أين هو اللولب وهذا التعبير فريد من نوعه فأجابه المنظمون أن التظاهرة ستكون باتجاه مجلس المحافظة فاليساريون يحبون الحاج كامل رغم نصيحتي لهم بترك هذا الموضوع والاهتمام بمواضيع اهم وعند الوصول الى الحكومة المحلية كان الصراخ يتجه نحو المجلس لكن لا جواب ثم صمت الجميع عند رفع اذان الظهر من الجامع القريب.بعد قليل طلب مني صحفي_عرفت انه صحفي من كامرته باهضة الثمن وليست شخصية_صورة لي احمل فيها الشعار الذي اتيت به معي ولم اسأله عن الجهة التي يعمل بها فربما كانت صحيفة محلية صغيرة وربما رويترز او الصحافة الفرنسية.وفي طريق العودة يبتعد الجزء الامامي من المتظاهرين عن الجزء الخلفي فيقوم بضعة متظاهرين بعمل حائط بشري الى ان تصبح التظاهرة كتلة واحدة وفي الطريق بين ساحة النصر وساحة التحرير ردد اللولب شعاري المفضل الشعب يريد اصلاح النظام فردد ذلك الثائرون بصوت واحد عالي وهم يمشون مما اذهل المتفرجين على جانبي الطريق حتى البنايات كانت تردد مع المتظاهرين لان صوت الشعب هو صوت الله وبعد التحية الى الجيش الذي يرافق التظاهرة لحمايتها ردد احدهم شعاراً فيه رائحة دينية فأعترض عليه احد الشباب ورد عليه اخرون اعتراضه أن لا مشكلة في الشعار الا أني قلت له في نفسي انا الوحيد الذي يفهمك.وعند العودة الى ساحة التحرير كانت المشاهد المؤلمة في الانتظار واستذكرت حينها قول تشي"الثوار يملؤون العالم ضجيجا كي لا ينام العالم بثقله على أجساد الفقراء".بعدها تعرفت الى شاب تخرج مؤخراً من كلية الطب اتى عن طريق الفيسبوك بعد أن طلب اجازة من عمله وقال لي انه احلى عيد حب في حياته وتذكرت حينها متظاهر قال للكاميرا في تظاهرة سابقة انه صيدلاني وراتبه مليون وثلاثمائة الف لكنه يتظاهر من اجل الفقراء فهؤلاء هم من يقود الثوار وهذا ما اوضحته في مقالي السابق وعندما نظرت مرة اخرى الى اشكال المتظاهرين تعلمت أن لا انخدع بالمظاهر فاحدهم اعرفه شيوعي يكتب عن الديالكتيك والبرجوازية وان كان لا يبدو عليه ذلك واخرون مثله كثيرون.حضر عدد من مشاهير الاعلام والفن والناشطين ومن الشعرات المميزة هي القلب الاحمر عليه خط اسود وهناك كتابات معبرة منها"ان تملك قلباً من زجاج في وطن من حجارة تلك هي المأساة" و"راتب برلماني واحد=راتب 500 ارملة"و"انا احب لكني لا استطيع الزواج لاني عاطل"و"لن نغير بشكل تقليدي لانه عصر الفيسبوك"وحينما كنت اهم بالمغادرة شاهدت الشباب ينظفون الساحة حينها فهمت ماذا كان يقصد وائل غنيم بقوله اذا لم تنزل الى ميدان التحرير فانت الخاسر .
الصور منشورة في المدونة اضغط على البوم الصور
التعليقات (0)