مواضيع اليوم

فاقد الشيء لايعطيه ياتركي الفيصل

زين الدين الكعبي

2010-05-17 14:11:15

0

 

 

لاتزال دول جوار العراق تقول ما لاتفعل في الشان العراقي . وبعد التصريحات اليومية للمسؤولين العرب والأيرانيين والأتراك عن ضرورة ترك العراق للعراقيين جائت تصريحات تركي الفيصل ، رئيس المخابرات السعودية السابق ، اللتي قال فيها " بالاضافة الى الفوضى الدموية هناك نشهد جهدا متعمدا من جانب رئيس الوزراء الحالي السيد نوري المالكي لسرقة نتائج الانتخابات وحرمان الشعب العراقي من حكومته الشرعية المنتخبة " لتؤكد أن حكومات دول الجوار لازالت مستمرة في تدخلاتها بالشأن العراقي مع أستمرار شجبها لتدخلات الآخرين .

لم اؤمن يوما بأن المالكي أو علاوي أو غيرهم من الساسة العراقيين الموجودين حاليا على الساحة هم رجال سياسة من طراز تشرشل أو مانديلا أو غاندي أو حتى عبدالناصر . بل أني لا أرى ساستنا اللذين أنتخبناهم بالدم ألا مجموعة من "الصداديم الجدد" . أنفرد كل واحد منهم بأقليم أو بمحافظة أو بوزارة يحكمها على هواه ، ويعين في مؤسساتها أقاربه وأعضاء حزبه ومعارفه وعشيقاته كما يشاء ، وينهب منها كما يشاء . لذا فان أحدا منهم لايمكن أن يكون رجل المرحلة العراقية الآنية بأي حال من الأحوال . وما لهاث المالكي وراء الصدر والحكيم لنيل رضاهم  بعد أن أوهمنا بأن ضربه لميليشياتهم هو لتثبيت دولة القانون " وليس صراعا حزبيا وشخصيا " ألا مثال واضح عن كذب ساستنا ونفاقهم فيما يطرحونه من شعارات عن الوطنية والحرية والشفافية والحداثة . وهو ما ينطبق على علاوي وباقي الساسة .

 ألا أن التجربة الديموقراطية العراقية تبقى حالة متقدمة بمراحل عن حالة الأنظمة الدكتاتورية القمعية المتحنطة والغير قابلة للتغيير مثل النظام اللذي ينتمي اليه تركي الفيصل . لذا يبقى كلام تركي الفيصل عن أختطاف المالكي للشرعية ككلام " تلميذ أبتدائي عن النظرية النسبية لآينشتاين " . فكيف يعرف مسؤول في نظام عشائري يسمي الدولة بأسم جده الرابع او الخامس شيئا عن الاليات الديموقراطية وكيفية تكوين الحكومات وفق الأغلبية الكتلية البرلمانية .

ما لا يعرفه الفيصل هو أن رئيس الوزراء أو الجمهورية في الأنظمة الديموقراطية يأتي عن طريق أتفاق الأغلبية البرلمانية المتمثلة بالكتلة الأكبر على شخصه . وحتى لو فرضنا أن أياد علاوي قام بتشكيل الحكومة غدا . فأن حكومته ستسقط لامحالة بعد يوم واحد أذا ما صوت عدد كافي من البرلمانيين ضد حكومته في جلسة طرح الثقة بالحكومة الجديدة . وعندها سيكون بأمكان أي كتلة جديدة تمتلك أغلبية برلمانية أن تشكل الحكومة جديدة . لذا فأن تشكيل اياد علاوي لحكومة دون الائتلاف مع الكتلة الصدرية الحكيمية أو الكردية وكتل صغيرة أخرى لن يكون ممكننا بأي حال من الأحوال . ونفس الشيء ينطبق على المالكي .

من الواضح أن الفيصل يحاول أن يبين موقف حكومته اللذي يتمثل في التهديد بأستمرار التدخل في الشان العراقي بما يضمن مصالح هذه الحكومة ، حتى لو أدى ذلك الى تفتيت العراق ، وأشعال الحرب بين أبناء شعبه . وهذا ما يبدوا واضحا من عبارة تركي الفيصل اللتي قال فيها " انه مع انسحاب القوات الامريكية من العراق العام المقبل لأن ذلك هو الخيار الوحيد امام العديد من الفصائل السياسية العراقية التي تطمح الى تقسيم العراق ".

فاقد الشيء لايعطيه ياسيد تركي . لذا نرجوا أن توفر علينا نصائحك وتهديداتك اللتي تخرب العلاقات الأخوية بين شعبي العراق والمملكة الشقيقين .

https://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2010/05/100515_saudi_iraq_maliki_tc2.shtml

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات