كم لبست هاتان الكلمتان من ألبسة متنوعة وملونة بكل ألوان مآسي الحياة ، ومصائبها المفاجئة !! ..
ففي الأساس ، استـُخدم هذا المصطلح لتوصيف حالة خيرية ، يؤديها إنسان ما ، ولا يريد الكشف عن هويته ، لأسباب عدة ، منها :
1 ـ
ـ قد لا يكون راغبا في إحراج الشخص الذي أسدى إليه خدمته أو معروفه أو صدقته ..
ـ وقد يتقصد فاعل الخير ذلك ، اكتسابا لمزيد من الأجر والثواب ، حيث حضنا الإسلام على فعل الخير ، لوجه الله تعالى ..
ولكي يكون العمل الخيري مقبولا ، وكبير الأجر ، يجب أن لا تعرف اليد اليسرى بما فعلت أختها اليمنى ..
ـ وقد يكون فاعل الخير هذا ، يؤدي عمله بالنيابة عن شخص آخر كلفه بذلك ، فيختبئ الأول وراء الثاني ، ويبقى الاثنان مجهولين ..
2 ـ
ـ وقد يغطي فاعل الخير جريمته " بأفعاله الخيرة " هذه .. ككثير من الحالات التي عرضتها أفلام الأبيض والأسود (( جرائم الشرف أو القتل )) ، تكفيرا عن الشعور بالذنب ، وتأنيب الضمير الذي يصحو ـ غالبا ـ متأخرا جدا ..
ـ وقد يكون فاعل الخير مجرما .. يسرق من مكان ، ويتصدق في مكان آخر ..
ـ وقد .... وقـــد ....... وقـــــــد .....
3 ـ
ـ وقد يكون فاعل الخير " مفتريا ، كذابا أشِرًا ، لعينا ، خبيثا ، حسودا ، فاسدا وفسّادا ، حقودا ، لئيما ، فاجرا " ، يتصيد الناس في أنحس ظروفهم ، وأعكر أيامهم ، وأقسى حالاتهم ، ليقتنص منهم ما ليس له الحق فيه ، وبأبخس الأثمان ، وتحت وطأة تلك الظروف ..
وهذا النوع الأخير من " فاعلي الخير " ، لا يكون لهم " مكانتهم المرموقة " إلا في ظل ظروف سياسية وأمنية شاذة ، فيصبح هؤلاء وجهاء المرحلة ، يكتبون تقاريرهم المشبوهة (( التي لم أستطع إعطاءها حقها الذي تستحقه في الفقرة الحمراء السابقة )) ، ليدوسوا على جثث أبناء جلدتهم ، طمعا في مكسب صغير هنا ، أو مبلغ من المال هناك ، أو المتاجرة بالرقيق الأبيض واقتسام الغنائم هنالك ..
وحرصا من هؤلاء " الكتبة ظلما وبهتانا " ، على إخفاء هوياتهم وأنفسهم ، وإمعانا في الضلال والتضليل والخداع والغش ، كانوا يذيّلون تقاريرهم بعبارة " فاعل خير " ..
أرأيتم الهناء الذي ترفل فيه بعض المجتمعات ؟؟ََ
وفي مجتمعاتنا ، أي الفئات من " فاعلي الخير " الأكثر عددا ، ولماذا ؟؟
الأربعاء ـ 01/12/2010
التعليقات (0)