مواضيع اليوم

فاصل فى محو التاريخ

 

فاصل فى محو التاريخ

تحولت مباراة فى كرة القدم إلى تشوية متعمد لعلاقة أمتدت سنوات وشهدت تلاحم الثورة المصرية فى مهد قيامها مع الثورة الجزائرية التى بدأت من حسن الطالع فى مثل هذه الأيام عام 1954 !!!
وقبل أن أخوض فى التفصيلات ... منذ ساعتين بدأت الموسيقات العسكرية المصرية العزف ـ السلام الوطنى الجزائرى فى ساحة هذه الحرب ...(( قسما بالنازلات الماحقات ...والدماء الزاكيات الطاهرات والبنود اللامعات الخافقات ...في الجبال الشامخات الشاهقات نحن ثرنا فحياة أو ممات ....وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر ....فاشهدو… فاشهدو… فاشهدو ...نحن جند في سبيل الحق ثرنا ...وإلى استقلالنا بالحرب قمنا لم يكن يصغى لنا لما نطقنا ....فاتخذنا رنة البارود وزنا وعزفنا نغمة الرشاش لحنا ...وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر...فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا...يا فرنسا قد مضى وقت العتاب ...وطويناه كما يطوى الكتاب يا فرنسا إن ذا يوم الحساب فاستعدي واخذي منا الجواب إن في ثورتنا فصل الخطاب ...وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر فاشهدوا فاشهدوا… فاشهدوا ...صرخة الأوطان من ساح الفداء ...فاسمعوها واستجيبوا للنداء واكتبوها بدماء الشهداء... واقرأوها لبني الجيل غدا قد مددنا لك يا مجد يدا ...وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر ...فاشهدوا … فاشهدوا … فاشهدوا...))
أنتهت الموسيقات العسكرية المصرية من عزف السلام الوطنى الجزائرى ، فى ساحة الحرب الجديدة ،
وإلى الكثيرين ممن لم يعلموا ... هذه الكلمات هى كلمات النشيد الرسمي للثورة والدولة الجزائرية الذى كتبه بسجن بربروس العسكرى المجاهد شاعر الثورة مفدي زكريا بدمه في 25 أبريل ( نيسان ) 1955 داخل الزنزانة رقم 69 ولحنة الملحن المصرى العبقرى الفنان الراحل محمد فوزى ورفض أن يتقاضى أى مقابل لذلك معتذرا للرئيس عبد الناصر عن قبول المكافأة التى خصصها له ...
هل يدرك هؤلاء الجهلة هذا المعنى وتلك القيمة ، السلام الوطنى للثورة والدولة ، كلمات لشاعر جزائرى ، ولحن لملحن مصرى !!!
وتمضى الأيام ...
وتستمر مصر فى دعم المجاهدين أعضاء جبهة التحرير الوطنى ، وتستضيف معسكراتها المئات من قادة الجبهة للتدريب والتسليح ليعودوا مدعومين بسلاح المقاومة ، الذى قدمتة مصر فى متابعة أعمال المقاومة الباسلة الموثقة ،
ولتدفع مصر ثمناَ باهظاَ ـ بدخول فرنسا حرب السويس 1956 أنتقاماَ من موقف ناصر منها فى الجزائر وما أعقب ذلك من أعلان الحكومة الجزائرية المؤقته من مصر ، ويزور ناصر الجزائر المستقله بعد أعلان أستقلالها ... لتستقبله استقبالا اسطورياَ ...
ولمن هم فى عمرى ، كان حبنا لأحمد بن بيلا وهوارى بومدين وجميلة بوحريد حباَ لم تدفعنا إليه الدولة قدر ما دفعنا إليه وجدان كل مؤمن بالعروبة ومجدها...
تساهم مصر مساهمة فعالة فى ثورة التعريب ، الالآف من مدرسيها سافروا إلى الجزائر منذ مطلع عام 1963 ، وبعضهم أمضى سنوات عمره هناك حباَ فى الجزائر وثورة الجزائر ...
واستعير ما كتبة الكاتب المتميز محيى الدين عميمور فى مقالة " الجزائر تتحدى اليأس وتحتفل بعد الأستقلال الأربعين المنشور بصحيفة الشرق الأوسط فى الثامن والعشرين من يونيو سنة 2002 من أن الثورة الجزائرية كانت جزء من وجدان كل عربى وكل مسلم "...
أيام أخرى تمضى ...وترتوى رمال مصر بدماء شهداء الجزائر ـ فى حرب أكتوبر من أبطال الفوج الثامن مشاة الميكانيكية المشاركين لأخوتهم أبناء الجيش الثالث الميدانى ، وعشرات المقاتلات السوخاى والميج 21 التى شاركت فى الدفاع عن سماء مصر ،
هل يمكن أن تمحو كرة القدم كل هذه الروابط ، وتزيل ما وقر فى الوجدان من الحب والفخر والأرتباط ؟؟؟
فاصل جديد من المأساة العربية ...

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !