بقلم:محمد أبو علان
http://blog.amin.org/yafa1948
حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني فتحت الباب واسعاً لكل من هب ودب، ولكل مارقٍ زنديق أن يتطاول على الشعب الفلسطيني محاولاً استغلال الحالة الفلسطينية لتفريغ ما لديه من حقد دفين وكراهية متأصلة للشعب الفلسطيني مستغلاً منابر إعلامية سخرت نفسها لكل ما هو معادي للشعب الفلسطيني.
صحيفة الوطن الكويتية، والكاتب الكويتي فؤاد الهاشم هم إحدى هذه الأدوات الإعلامية التي سخرت كل طاقتها للعب على وتر الانقسام الفلسطيني، وآخر ما تفتق عنه فكر وقلم فؤاد الهاشم المسموم هو دعوة النظام المصري لقصف حركة "حماس" بالطائرات في أعقاب الأحداث الأخيرة على معبر رفح بين شرطة النظام المصري وحشود من غزة خرجت محتجة على ممارسات أجهزة النظام المصري الأمنية ضد قافلة "شريان الحياة"
هذه ليست المرّة الأولى التي يتطاول فيها فؤاد الهاشم على الشعب الفلسطيني في ظل صمت إعلامي فلسطيني مطلق، فكان قبل موقفه هذا قد طالب "يهود أولمرت" رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي إبان الحرب الأخيرة على قطاع غزة بقصف قطاع غزة بالكيماوي في مقال له تحت عنوان "بالكيماوي يا أولمرت".
وخلال الحرب نفسها كان قد كتب مقالاً آخر تحت عنوان "النضال بين ثمانية أفخاذ" معلقاً فيه على استشهاد القائد من حركة "حماس" الشهيد نزار ريان بعد أن قصفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي في بيته واستشهد هو ونسائه الأربع وأطفالة في هذا القصف الإسرائيلي.
مقابل هذا الموقف من حركة "حماس" كانت مجموعة من البرلمانيين في الكويت قد شنت هجوم سياسي شرس على الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" قبيل أحدى زيارته لدولة الكويت مطالبين الحكومة الكويتية بعدم استقباله، واستخدموا ألفاظاً بذيئة في حقه، مما يشير بوضوح لتقاسم الأدوار بين بعض المجموعات السياسية في الكويت للتحريض ضد الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية بغض النظر إن كانت من "فتح" أو من "حماس"
فؤاد الهاشم يدرك تمام الإدراك أن حركة "حماس" كغيرها من الفصائل الفلسطينية المختلفة ليست مبنى أو مجمع دوائر تنتهي وتنهار بمجرد قيام النظام المصري بضربها بطائراته، أو قيام "يهود أولمرت" بقصفها بالكيماوي، ويدرك كذلك أن هذه الحركة هي جزء من النسيج السياسي والاجتماعي للشعب الفلسطيني بغض النظر عن درجة الخلاف الداخلي الفلسطيني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) كان أول من قال هذا الكلام في معرض حديثه عن المصالحة الفلسطينية الفلسطينية ودعوته لحركة "حماس" الإسراع بتحقيقها.
انطلاقاً من هذه الحقيقية يدرك الجميع أن فؤاد الهاشم ما هو إلا جزء من ماكينة إعلامية سخرت منذ اللحظة الأولى لتكون أداة تحريضية ضد الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، ناهيك عن وجود حقد دفين لدى هذا الكاتب الكويتي ضد الشعب الفلسطيني كرد فعل على موقف قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إبان دخول القوات العراقية للكويت في آب 1990.
ويبقى علينا نحن الشعب الفلسطيني استخلاص العبر وبالسرعة القصوى من الحملات الإعلامية التي تشن على الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية بغض النظر عن توجهاتها السياسية وبشكل مبرمج ومدروس من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي وحلفائها من الإعلاميين أمثال فؤاد الهاشم الذين كانوا من ضمن قائمة العار المرحب بهم وبأقلامهم المسمومة على الصفحة الإليكترونية لوزارة الخارجية الإسرائيلية.
كما على الكتاب والإعلاميين الفلسطينيين قول كلمتهم، والوقوف موحدين أمام أمثال هؤلاء الكتاب والذين أقل ما يمكن أن يقال بهم أنهم مأجورين وبامتياز، والرسالة يجب أن تكون أنه ليس من حق أحد التدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني مهما بلغت درجة الخلاف، ومن لا يستطيع منهم قول كلمة خير في الشأن الفلسطيني عليه أن يصمت على الأقل، وأن لا يبث سمومه محاولاً استغلال الحالة الفلسطينية الحالية لمصالح وأهداف شخصية، أو أن يسخر نفسه لخدمة أعداء الشعب الفلسطيني بقصد أو غير قصد.
وعلى الشعب الكويتي الذي استضاف ولا زال أبناء الشعب الفلسطيني لعقود، وعملوا معاً وسوياً لبناء دولة الكويت ومؤسساتها المدنية والأمنية، وقدم الدعم المادي السخي لمنظمة التحرير الفلسطينية أن يلفظوا من بينهم مثل هذا الكاتب المتصهين وأمثاله، والذي يسيء للكويت قيادةً وشعباً بالدرجة الأولى قبل أن يسيء للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.
والتاريخ وحده هو من سيثبت من يستحق الضرب بالجزم على رأسه يا فؤاد الهاشم.
moh-abuallan@hotmail.com
التعليقات (0)