كنا جلوسا عند شيخ فاضل وقد سمع صوت امرأة من الجيران ترفع صوتها ببيتها على زوجها وأولادها وتتذمر من كثرة أشغال البيت ومتطلباتهم كمن تريد خادمة سرلانكية أو تطالب براتب شهري بدل عملها ببيتها وخدمة نفسها وزوجها وأولادها فلما نهرها زوجها صاحت . خيتي ، يا وارادي ، ماطّةً حرف الياء على طول نفسها وبأعلى صوتها فضحك الشيخ وقال : هل تعرفون ماذا تعني تلك المرأة بخيتي ويا وارادي ، فقلت ربما كلام نساء للتظلم لا نعلمه ، فقال : لا لكل شيء معنى ولا يقال الكلام جزافا فقلنا هات ما عندك فقال : عندما صاحت المرأة خيتي فإنها تستعين بأختها لتشاركها برفع الظلم الذي تظن أنه وقع عليها ، أما كلمة وارادي فهي تسترجع وتتحسر على أيام حاكم كان يحب النساء ويفضلهن على الرجال واسمه ـ وارادي ـ فأمر يوما أن يبقى الرجال في البيوت يديرون شؤونها من طبخ وكنس وغسيل ، وتخرج النساء للعمل في المصالح والحقول وما كان مطلوبا من الرجال ، وفعلا خرجن وبقين على ذلك طول فترة حكم الوارادي هذا ، ولما مات استقوى الرجال عليهن مرة أخرى والزموهن بالقعود بالبيوت كما كن قبل حكم الوارادي . واليوم عندما يظلم رجل زوجته فإنها تتحسر على ايام ذاك الحاكم فتصيح مستنجدة متحسرة يا ( وارادي ) .
التعليقات (0)