ـ واغوثاة واغوثاه.... يا حمورابي ـ

وأنا أشاهد التلفاز تألمت كثيرا من صور عمارة سقطت على ساكنيها في بيروت وكذلك سقوط أسقف لمستشفيات وبأسبوعين متتاليين ومكاننين مختلفين في مدينة عمان وكذلك سقوط عمارة في ألإسكندرية في مصر ، ومن سنوات تهدمت عمارة من عشرة أدوار في القاهرة ولعل المخفي أعظم والكل طبعا بسبب سوء التنفيذ أو مخالفة تنظيم بناء بزيادة عدد ألأدوار عن المقرر وتحت نظر المسؤلين .
والغريب اننا لا نسمع أن ذلك يحصل في افقر الدول وأقلها علما بل فقط في عالمنا العربي ولعل ذلك ليس بسبب سوء التصميم ولكن بل ومن المؤكد أنه من سوء التنفيذ ، وعلى ما أعتقد ان المتعهدون المتنفذين أو التي تتبع مكاتب تعهداتهم لأناس متنفذون هم المسؤلون عن ذلك ، نقول أن عمارة بيروت وألإسكندرية سقطتا نتيجة القدم ولكن هناك ابنية في دول غربية عمرها ميآت السنين وتقع على مجاري مياه وربما تغمر المياه طوابقها السفلية فكيف تصمد فينيسيا ( البندقية ) مثلا وكيف تصمد أضخم ألأبنية وأجملها على نهر التايمز في لندن نل أم معظم عواصم اوروبا تقع على مجاري أنهار . هذا كله ولكن عمارة القاهرة والتي سقطت منذ سنوات وجد المحققون كما سمعنا أن في بعض ألأعمدة الرئيسية فيها لا يوجد أل قضيبين من حديد التسليح فأين المشرفون ألا يجب أن يسأل أناس من هذا النوع يسعون إلى الكسب السريع الحرام عن طريق التلاعب بأرواح الناس وألأمر من ذلك أسقف المستشفيات والتي هي ملكا عاما وهي في طور البناء مما يؤشر على إهمال لا نظير له .
روى لي صاحب مهندس كان يعمل في عمان في فترة سابقة انه طلب منه التحقيق بحادثة في أحد ألإسكانات العامة عن شخص تخاصم مع زوجته فدفعها فوقعت واصطدم رأسها في جدار بيتهم الذي يفصلهم عن الجيران فاخترق رأسها الجدار وأصبح جسمها عنده ورأسها عند الجيران ، وقد اقسم على صحة هذه الواقعة .
وروى مهندس أخر أنه كان يعمل مستشارا في شركة تعهدات عمله الوحيد هو دراسة شروط المقاولة وايجاد افضل السبل للنصب على مشاريع الحكومة وابتزاز أكبر مبلغ عن طريق غش المواد أو سوء التنفيذ أو حتى التلاعب في معاني بعض الكلمات الواردة ضمن شروط العطاء ولا أظنه يكذب في ذلك وقال مهندس آخر أنه طلب منه ألإشراف على تعبيد شارع رئيسي عابرا للصحراء في إحدى الدول العربية وكان يتم خلط الرمل من الصحراء بالجرافات بزيت السيارات والفيول ( الوقود الثقيل ) لتحويل لون الرمل إلى ألأسود ومن ثم فرده على الشارع ودوسه وربما يخلطون القليل من الزقت البارد من أجل زيادة التماسك مؤقتا يوم يعلمون أنه سيأتي مسؤول لتفقد العمل وياتي المسؤول ويمشي بسيارته المكيفة على الشارع ألأسود ولا يغادرها خوفا من أن يتغير لون وجهه المكتسب من مساحيق التجميل بسبب حرارة الجو في الصحراء ، ولست أدري فنيا هل يمكن ذلك أم لا ولكنه أقسم على ما يقول وقال بعدما أنهينا العمل الضخم وقبضنا وأعطينا تم حل الشركة وتغيير إسمها تركت البلد وسافرت إلى بيروت . بمبلغ طائل من المال سبقني على شكل حوالات مصرفية
اوليس ذلك كله سببه غياب المسؤول أو شراكته في الجرم ، فأين أنت يا حمورابي والذي تقول إحدى شرائعه قبل آلاف السنين وتعلمناه في صفوفنا ألإبتدائية انه من بني بيتا وسقط على ساكنيه قتل البناء ونحن في عالمنا العربي لا نطالب بقتل المسبب ولكن نطالب بمحاسبته .