المُغاط والتّمَغُُّطِ هو لغويا ( التَمَطّي ) وهو أن يتمطى ألإنسان عندما يتذكر أو يسمع كلاما مثيراً ، أو عندما يكون نعسا او يصحو من النوم فيرفع يديه ويمط جسمه أكثر ما يستطيع فيشعر بخدر وراحة محببة . ويطلق على المطاط عندنا ( المُغّيط ) لأن المطاط ينمغط ويسحب على سعة ما عنده . وكذلك بعض أنواع ديدان ألأرض الكبيرة تسمى ( المُغيطة ) لأنها عندما تتحرك على ألأرض تمط جسمها بطوله ثم تعود لتنكمش من الخلف لتنقل جسمها من مكانه وهذه طريقة تنقلها .
والموضوع أن أحد شيوخ القبائل كان له ولد وبنت وكان إسم الولد ( جابر ) ولما بلغ جابر الخمسة عشر سنة صار أبوه يعرض عليه أن يتزوج لأنه وحيده ويريد الشيخ أن يرى أحفاده قبل موته وجابر يرفض محتجا أنه يتعلم الفروسية والنزال والصيد ولا يريد أن يشغل نفسه بغير ذلك حاليا فيئس ألأب من الأمر ولم يعد يراجعه بذلك وكبر جابر وقارب العشرين ، ويوما وهو راجع من الصيد رأى إبنة عم له على غدير الماء وقد حلت شعرها وراحت تغسله فأعجب بها وقرر الزواج منها ولم يعرف كيف ينقل ذلك لأبيه خجلا فاستشار امه فأشارت عليه أن يذهب إلى عم آخر له ويخبره ويطلب منه أن ينقل الطلب لأبيه ولكن العم كان يعلم معارضة ألأبن للزواج وخشي أن يكون الشيخ يحمل شيئا في نفسه ويرفض وهذا لا يليق بحق العم . ففكر ثم قال يا بني إن أباك شخص ذكي مجرب ويفهمها على الطاير كما يقولون ، فغدا في الصباح وعندما يخرج ابوك من خيمته قف باب خيمتك أمامه وتمغط وسترى ماذا سيحصل وفعلا وقف ألإبن في الصباح أمام أبيه وراح يتمغط فنظر إليه ألأب وضحك وسأله : هل تريد أن تتزوج يا جابر ؟ فرد جابر نعم يا أبي ، فقال ألأب ومن تريد ؟ فقال جابر إبنة عمي فلان وفعلا تزوج جابر من أراد .
وكانت أخت جابر تحب أحد ابناء اعمامها ولا يجسرون على البوح بذلك فلما رأت ما عمله جابر قلدته ففي صباح يوم وقفت على باب خبائها أمام أبوها وراحت تتمغط فضحك ألأب وعلّق قائلا ( وأنتِ أيضا حافك مُغاط جابر!!! ) فخجلت ودخلت فطلب ألشيخ من ألأم أن تسألها وتعرف منها ألأمر فحكت البنت لأمها وتم زفاف البنت لحبيبها إبن عمها .
التعليقات (0)