أدخلتُ المدرسة وعمري أقل من ست سنوات كمستمع ، لعلاقة طيبة بين مدير المدرسة ـ أبو مازن ـ ووالدي بسبب زمالتهم في الدراسة على أن أعيد الصف ألأول ألابتدائي في السنة الثانية إذا لم أستطع متابعة الدروس لصغر سني ولأنه لم يكن مسموحا لولد عمره أقل من سبع سنوات بدخول الصف ألأول . وفي نهاية السنة كنت بين الخمسة ألأوائل ، وترك أبو مازن المدرسة وجاءنا مدير فاضل جديد ولم يحفل المدير الجديد بسني وترفعت حسب نتيجتي للصف الثاني . وكان المدرس الذي يعلمنا اللغة العربية هو ألأستاذ الفاضل محمود من بلدة عرابة ، وفي منتصف السنة الثانية وزع علينا وكنشاط داخل الفصل وتحت إشرافه كتبا تحتوي قصصا للأطفال بحدود عشرين صفحة وطلب منا قراءتها ثم إعادتها في أخر الحصة ، واذكر انه كان نصيبي قصة أسمها ( نجمة الليالي السعيدة) من مجموعة المربي السيد كامل الكيلاني ، والقصة تتلخص أن أحد الفرسان رأى بنت الحاكم ورأته فأحبا بعضهما على غير أمل ، ويمرض المحاكم بالكآبة ويصف له ألأطباء دواء صعب المنال لأن طريقه يحرس بعتاة المردة من الجن والدواء عبارة عن نجمة في علبة والعلبة داخل بئر في أعلى قمة جبل في ألأرض ويحرس بعدد من مردة الجان على شكل حيات لكل حية سبع رؤوس ، من فتح العلبة ورأى النجمة يشعر بالسعادة واسمها ـ نجمة الليالي السعيدة ـ فتطوع الحبيب بالذهاب لإحضار ألنجمه ويذهب وتشفق عليه صبايا الجن وتدله وتساعده ، ويعود بالنجمة ويشفى الحاكم ويزوجه الحبيبة . فأعجبت جدا بالقصة رغم حداثة سني واعتمادي على نفسي بقراءتها ومن يومها لم يقع بيدي كتاب إلا قرأته ولا مرت علي قصيدة إلا وحفظت أبياتا منها . رحم الله أستاذنا الفاضل محمود ولربما كلمة أستاذ قليلة بحقه .
التعليقات (0)