ـ شراكتنا مع ماكس فاكتور ـ

عندما تسير في السوق في يوم إجازة أو تدخل أي مؤسسة تقابل فورا فتاة صبغت وجهها وشفتاها وشعرها وأظافرها وعيناها ، وحذائها ، حتى أن أباها لا يعرفها بعد الصبغ ، وتدخل لإنهاء عملك فتجد مثل تلك الفتاة في كل مكان في المؤسسة وجميع الوجوه تلمع والكل أحمر بأحمر وعندما تنظر إليك لا تصدق أن هذه عيون إنسان فالكحل حتى أول ألأذنين والذي يتدلى منهما قرطين وكأنهما حلقتا لوحا كرة السلة ورافعات الرموش أطول من يوم احتلال ولا أريد أن أصف زيادة فالكل يرى .
لو افترضنا أن عندنا عشرين ألف موظفة تعمل في مؤسساتنا وافترضنا أن راتب الموظفة بمعدل ألفي شيكل في الشهر فأنا اعتقد أن كل موظفة تصرف ربع راتبها كل شهر إن لم يزيد على مواد التجميل ولو أخذنا معدلا فإنها تصرف خمسماية شيكل على ألأصباغ ومواد الزينة وما يلحقها ، ومن إجراء حسبة بسيطة نجد ان شركات ألأصباغ تتقاضى منا مبالغ طائلة وكأنها شريكتنا في عيشنا . وكيف قلنا أن عندنا عشرين ألف موظفة كل واحدة تصرف خمسماية شيكل فيكون المصروف شهريا مبلغ عشرة ملايين شيكل ولو حسبت المبلغ كسنة أي اثنا عشر شهرا لكان المدفوع ماية وعشرون مليون شيكل سنويا ومن هذا يتضح لنا أن شركات التجميل هي شريكا حقيقيا لنا ينهبون قوت أولادنا وثروات بلادنا فرفقا بنا أيتها ألأخوات .
عندما جاء نابليون لمصر وشرقنا غازيا وكان في حملته الكثير من النساء الفرنسيات ورأى ضباط الحملة الفرنسية الجمال العربي الحقيقي والذي لا يفسده لا أحمر ولا أبيض ، فقط قليل من الكحل في العيون ومس من الطيب على الجسم ولا غير ذلك فيقول مؤرخو الحملة أن معظم الضباط تركوا نسائهم الفرنسيات وتزوجوا من بنات مصر وذلك ثابت من صورهم في كتاب ( تاريخ مصر ) والذي يؤرخ لغزوة مصر وهو يحتوي على رسومات لكل ما هو جميل في حياة المصريين وضمنه وجوه جميلة لسيدات مصريات عربيات . 
وكذلك ألا تعلم ألأخوات الكريمات أن كثرة المساحيق ومواد التجميل يميت البشرة ويعجل الشيخوخة . وقد قالت أعرابية لأبنتها يوم زواجها وهي تنصحها : يا ابنتي إن أطيب الطيب الماء . فإذا كانت المرأة من طبعها النظافة ، فهذه هي الزينة والجمال .