تصايح الناس في مطلع الخمسينات من القرن الماضي أن الجراد وصل فكأنما دقت طبول الحرب وخرج معظم أهل القرية كبارا وصغارا إلى الكروم شرق القرية كل يحمل بيده غصن شجرة وعلى قدر استطاعته ، ووصلت طلائع الجراد إلى مكان تواجدنا فأخذنا نضرب الهواء والأرض بألأغصان التي نحملها ، وفجأة حجبت الشمس فنظرنا إلي السماء ، لقد كانت أسراب الجراد وكأنها غيمة سوداء تتحرك باتجاه الغرب ، صاح أحد الشيوخ ، واصلوا الضرب والتلويح فإنها إن رأت ذلك لن تنزل عندنا وفعلا بقيت تطير على ارتفاع عال إلا من بعضها نزل قريبا منا فكنا نقوم بقتلها على الفور وقال شيخ إذا حل المساء واستمرت بالطيران ووصلت البحر فإن الجراد لا يطير في الليل وسيسقط بالماء ويموت واستمرت أسراب الجراد بالتتابع ولم ينزل عندنا إلا القليل فلاحقناه وقتلناه وعلمنا من أصحاب القرى والتي تقع بالغرب من قريتنا أن الجراد أستمر في طيرانه وأنه قطع الحدود إلى ألأرض المحتلة ولا بد أنه وصل البحر عند المساء ووقع بالبحر ومات .
قال أحد الشيوخ أنه في العهد التركي جاء الجراد وغرز في ألأرض عندنا ومعنى غرز أي انه نزل ووضع بيضا ومعروف عن الجرادة أنها تغرز جزءا من جسمها تحت التربة وتضع بيضها ، وفقس البيض وكانت جنادب صغيرة بعدد الحصى أكلت ألأخضر واليابس وأن أهل القرى قاموا بحفر أخاديد أمامها ووضعوا فيها النخالة وعندما تسقط الجنادب فيها لا تستطيع الخروج لصغرها وفي اليوم التالي يشعلوا النار في ألأخاديد فتموت . وقال كيف أنهم كانوا يأكلون الجراد قبل وضعه البيض فكانوا يجمعونه ويسلقونه ويأكلون بيضه بعد قطع الجرادة من نصفها أو يشكونه وهو حي بأعواد خشبية ويشوونه ويأكلوا بيضه وأضاف أنه بعد ذلك حدث وباء الكوليرا ومات خلق كثير وربما يكون الجراد قد نقل العدوى لبلادنا .
التعليقات (0)