كنت يوما أحضر درسا دينيا في أحد المساجد فقال الشيخ أن الشيطان لا يدع إنسانا يكمل صلاته دون أن يوسوس له ويشغله عن صلاته وضرب لنا مثلا عن شخص جاء الحسن البصري وقال انه دفن مالا وتاه عنه أين دفنه ، فقال له الحسن إذهب وتوضأ وصلي ركعتين وإرجع عندي بعدها ، فذهب الرجل وعاد بعد وقت يخبر الشيخ أنه وخلال صلاته تذكر أين دفن المال وسأله لماذا طلبت مني الصلاة في غير وقتها ، رد الشيخ لأني علمت أن الشيطان لن يدعك وسيوسوس لك ليشغلك عن صلاتك بتذكر أين دفنت المال وفي حربك مع الشيطان وصفاء نفسك بالصلاة لا بد أن تتذكر . ومثل آخر أن أحد الصالحين تراهن هو وصاحب له انه إذا صلى ركعتين ولم يفكر بشيء اعطاه عباءة ووقف الصاحب للصلاة خاشعا أتم الخشوع وصلى الركعتين وبعد التسليم تبسم وقال للصالح : لقد بقيت في خشوعي وعدم تفكيري حتى جلست للتشهد ألأخير فوسوس لي الشيطان ترى ما لون العباءة التي سآخذها فلو كان لونها كذا لكان انسبا لي وأكملت وسلمت وأنا على تشتت فكري .
بعد سماع الحديث وليلة جمعة آلَيْتُ على نفسي أن أصلي ولا ادع وساوس الشيطان تخطر لي على بال وعادة اقرا في ليلة الجمعة بين صلاة المغرب وصلاة الفجر سورة الكهف كاملة وفي ركعتي الفجر كنت قد وصلت آخر السورة وفي ألآية آتوني زُبَرَ الحَديدِ حتى إذا ساوى بين الصّدَفينِ قال انفخوا حتى إذا جَعَلَهُ نارا قال آتوني أُفرغ عَليهِ قِطرا فَما اسطاعوا أن يَظهَروة وما استطاعوا لَهُ نَقبا هنا وأنا أقرأ هذه ألآيات شت فكري أولا في ألآية من سورة الحديد في قوله تعالى إنا أنزَلنا الحَديدَ فيه بأسٌ شَديدٌ ومَنافِعُ للناسِ ولماذا قال الله تعالى إنا أنزلنا الحديد وهل الحديد منزل من السماء وانتقل تفكيري كيف أن ذو القرنين استعمل قطع الحديد وغطاها بالنحاس المصهور لحمايتها من الصدأ وعليه يكون ذو القرنين اكتشف عملية تلبيس الحديد وأعمال الجلفنة قبل عصرنا الحالي بعصور بعيدة ، وكم كان يمكن أن يعيش حديد ذي القرنين لو تركه دون تلبيس بالنحاس ولو كان لبس النحاس بالقصدير ( عملية تبييض النحاس ) ألا يمكن أن يعيش أكثر وكم يعيش الحديد المدفون في ألأرض دون أن يأكله الصدأ ، ولم أنتبه إلا وأنا أسلم للخروج من الصلاة ، فتأكدت عندها من كلام الحسن البصري أن الشيطان لن يترك مصلي دون وسوسة