ـ الخريف العربي ـ

المتتبع العربي لنتائج المصطلح الذي سمي عندنا ( بالربيع العربي ) يجد انه ربما كان أفضل لنا لو انه بقي ربيعنا خريفا ، وقد يختلف بعض الناس معي ولكن هذا ما أراه لعدة أسباب أولها نأخذها من تونس مفجرة الربيع العربي ألأول ، فحتى اليوم وفي ظل ديمقراطية الربيع يسرح ويمرح قدماء المستفيدين من الحكم السابق بإثارتهم المشاكل وعدم ألاستقرار ليدخلوا في عقل المواطن انه ربما لو ان ألأمر بقي خريفا لكان خيرا .

وكذلك ألأمر في ليبيا نفس ألأسلوب ونفس الناس بالإضافة لإثارة النعرات القبلية ونشر عدم ألاستقرار والشعور بالأمن ليصل المواطن انه لو بقي الأمر على ما كان وبقي الوقت خريفا لكان أفضل .

في اليمن كثر القتل والخطف وبرز دعاة التجزئة وفصل الشمال عن الجنوب وإيهام الناس انه لو تم ذلك الانفصال لكان أفضل للمواطن والوطن وأصبح المواطن لفقدان ألأمن وأسباب الرزق يتمنى لو ان الوقت بقي خريفا .

في الكويت دعوات ألإصلاح واللحاق بالربيع العربي أفقدت الناس وعيهم لمصلحة وطنهم وبرزت تيارات فئوية تابعة لأجندات خارجية لا تهمها مصلحة الوطن والمواطن مما جعل المواطن يتمنى انه لو يبقى الوقت خريفا .

في البحرين خرج ألأمر عن السيطرة وركبت موجة الربيع أجندات خارجية لا بهمها مصلحة المواطن وصار المواطن يلاحق ويعتقل ويسجن ، وتهب قوات درع الجزيرة للوقوف ضد المواطن بدعوى حفظ النظام ودعم امن الخليج بوجه عام والخاسر ألأكبر هو الشعب الذي بات يتمنى لو ان الوقت يبقى خريفا .

وفي الأردن يتحرك الشعب للمطالبة بربيع عربي ومحاربة الفساد والمفسدين ويركب الموجة أصحاب ألأحلام ممن يبحث عن كراسي لهم ويجندون إتباعهم ويخربون ويحرقون والخاسر هو المواطن الشريف الذي بات يتمنى لو ان ألوقت يبقى خريفا . 

في مصر الربيع العربي خلاف مصطنع على بنود الدستور ربما القصد منها تثبيت قوة الرئاسة ودفع البلاد نحو حكم ألاتجاه الواحد وإبعاد وتحجيم باقي اتجاهات الشعب مما يضع البلاد في طريق الثورة المعاكسة التي تقسم البلد إلى معسكرين متنافرين والخاسر ألأول طبعا هو المواطن الذي يصل إلى قناعة انه لو بقي ألوقت خريفا لكان أفضل من هكذا ربيع . 

في سوريا وتحت أعلام ثورة الربيع العربي يتم تخريب البلد وإبعاده عن دور استراتيجي أريد به ان يبقى سدا مانعا أمام إعادة هيكلة شرق أوسط جديد والخاسر ألأكبر هو المواطن الذي بات يتمنى ان تبقى كل السنة خريفا على أن يحل هكذا ربيع . 

أخي المواطن العربي كم تمنينا ان يصل الربيع العربي حسب طريقة الربيع العربي السلمي ألأول في تونس وأن يكون قدوة ولكن أصحاب المطامع أبوا إلا عسكرة هذا الربيع الذي جعل المواطن العربي الشريف يتمنى ان يبقي حر الصيف وبرد الشتاء وجفاف الخريف على ان تصله رياح منتنة تعصف بحياته مثل رياح هكذا ربيع يسمى زورا بالربيع العربي .