قالت جدتي عندما رأت أخي ألأكبر يدخن لأول مرة واعترض أبي ونهره وعاقبه وماذا في التدخين يقول المثل ( حلاة الشاب سيكارته ) ولم تكن جدتي قد عرفت بعد ما هي مضار التدخين ، كل ما تراه أن أخي أصبح شابا وأن اكتمال شبابه ورجولته لا يتم إلا بالسيكارة وأغرب ما في ألأمر أن ابي كان يعاقب على الدخان وسيكارته في فمه وكذلك معلمو مدرستنا كانوا يطلبون من الطالب المعاقب على التدخين أن يحضر لهم علبة سجائر من الدكان المجاور للمدرسة وخلال الدوام الرسمي وياخذ المعلم العلبة ويفتحها ويشعل سيكارة أمام الطالب المعاقب .
واليوم وبعد اكتشاف مضار التدخين تجد أنه وهربا من هذه العادة تحول الشباب وليس الشباب فقط وإنما الشابات أيضا إلى تدخين ألشيشة ( ألأرجيلة ) وجهارا نهارا في مقاه خاصة افتتحت للنساء وكذلك في المنتزهات العامة ولم يبق األأمر مستورا وخلال سهرة العائلة فقط وكأنهم يطبقون المثل القائل ( هربنا من الدلف لتحت المزراب )
يوما جلست مع شيخ فاضل وبقربنا رجل يدخن الدخان المحلي المعروف بالهيشي وكانت رائحة دخانه تشبه رائحة مطاط محروق مخلوط بمادة دهنية عفنة فتضايقنا من الرائحة فقال الشيخ إحذر يا بني ( إن الدخان أوله دلع وآخره ولع ) وإني لأعجب كيف ينام المدخن مع أهله ومع تلك الرائحة وكيف يقف بين يدي ربه للصلاة ورائحته أشد من رائحة نبات خبيث الرائحة نهى الرسول الكريم عن أكله والخروج للصلاة أو دخول المساجد . وسأسمعك يا بني زجلا قيل في الدخان والمدخنين قال : التتن هاي التتن
التتن ما فيه خواص يفرمونه بالمواس
يشربونه كل الناس العاطل منهم والعفن
التتن هاي التتن
التتن شيخ الهموم يزرع بالصدر السموم
شاربه ما يقدر يقوم بموت وهو بعده رغن
التتن هاي التتن
التتن نشاف ريق عمره ما كان الصديق
لما اتشمه تشعر ابضيق يطحن في الصدر طحن
التتن هاي التتن
التتن عطر النذال القعاد معهم محال
قحاته بالليل اطوال دايم في بيته ألأمن
التتن هاي التتن
وهي طويلة ولا أذكرها جميعها ، فعلقت على الشطر ألأخير قائلا: ما هو ألأمن الدائم في بيت المدخن فقال : يا بني إن المدخن يبقى طول الليل ساهرا فلا يستطيع أحد أن يدخل بيته وسرقته وألأمر الثاني أن المدخن ولأنه تصيبه أمراض الركب والمفاصل يحتاج لحمل عصا يستند عليها فلا تقترب الكلاب منه ولا تعضه لأنه يحمي نفسه بعصاه وكذلك نتيجة مرضه وسرعة هرمه فإنه يهرم باكرا ويموت فيريح ويستريح .
التعليقات (0)