أحيانا يقول ألإنسان كلاما لا يدرك معناه ونتائجه ألا بعد أن يقوله ولو تروى وفكر قليلا قبل قوله لما احتاج لتبرير موقفه . أقول ذلك عجبا من شخص كانت تتحدث معه المذيعة على الهاتف في مسابقة رمضانية على إحدى القنوات العربية فبدا من صوته أنه كبير في السن ، فسألته سؤالا بسيطا يتعلق بموضوع ديني بسيط شبه بديهي فتاه وتلبك وطلب المساعدة وساعدته المذيعة حسب سياسة البرنامج وربح ، فقالت المذيعة : الآن سأقرأ عليك الجوائز التي فزت بها أولها رحلة استجمام إلى أحد المواقع التالية وأنت مخير أما إلى شرم الشيخ أو إلى اسطنبول أو إلى منطقة مرمره ( مرمريز ) في تركيا فأجاب الشيخ على الفور أختار مرمريز فباركت له المذيعة اختياره وأضافت ـ الجائزة الثانية رحلة عمرة وبالطائرة مدفوعة كامل الأجر مع ألإقامة في فندق خمس نجوم مع الشركة الفلانية فرد الشيخ فورا وكيف ذلك يا ابنتي أنا كبير السن وصحتي ضعيفة ولا اقوي على أداء العمرة اختاري لي شيئا آخر يناسب عمري . هنا والله ما أقول زللا انقطع بث القناة ولم يرجع البرنامج إلى البث ألا بعد يومين ولا نعلم ما حصل بعد ، ـ يا سبحان الله ـ إلى مرمره لا باس أما العمرة فلا ( أليس هذا هو ألإسقواء على حق الله ) . وتحضرني حكاية عن الحجاج أنه كان وأعوانه يجول في أسواق بغداد فمر على دكان بائع فخار وقد جلس يصلى فوقف يراقبه فصلى صلاته على عجالة وهو جالس ظنا منه أنهم بعض الزبائن وسأل ما تريدون فقال له الحجاج أريد هذه القلة التي على الرف ألأول ، فقام الشيخ واقفا وناوله القلة فقال الحجاج : لا بل أريد التي فوقها على الرف الثاني فأرجع القلة ألأولى إلى مكانها وتسلق على الرف وناوله القلة فلما نزل قال الحجاج إني أرى القلة التي على الرف الثالث أفضل الجميع ، أريدها ، فتسلق الشيخ على الرف الثالث بخفة ونشاط وناوله القلة ، فلما نزل أمر حراسه أن يجلدوه وقال له من أجل درهم تتسلق الرفوف كقرد أما عبادة الله فتؤديها وأنت جالس أليس ذلك استقواء على حق الله ، أنت تستحق العقاب . وحادثة أخرى حصلت معي مع احد ألأصحاب حيث كنا جلوسا نأكل فاكهة من طبق واحد وكانت الفاكهة التي أمام احدنا وكأنها مميزة فمد زميل يده وكان أكبرنا سنا واخذ تفاحة من أمام هذا الزميل ، فقلت له مازحا : يا معاذ كل مما يليك ، تلميحا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد على الفور وبشكل جدي أن رسول الله يقول مضيفا لحديث رسول الله ( إلا الفاكهة ) . ودافع عن صحة قوله . وآخرها من يفتي بكراهية او حتى حرمة من يصوم ستا من شوال .ولا اعتقد إلا أنه تضايق من صيام شهر هذا العام بحرة وطول يومه فتفتقت قريحته عن هذا الطرح الذي لا أذكر انه تطرق إليه أحد سواه في وقتنا المعاصر ، وعلى كل من صام الستة أيام المعنية له ألأجر ومن لم يصم فلا أثم عليه ، ولا حاجة بنا لقواعد جديدة تلصق بالشرع توافق هوى النفس وتجد آذانا صاغية من بعض ضعاف النفوس من الناس . وكذلك عن طفل سأل جدته انت بتحبي يا ستي أن تتزوجي أو تأكلي ( مهلبيه ) فأجابته الجدة : يا ستي ومن أين لي أسنان يأكلوا المهلبية . نعم هي الحقيقة عندما يقصد ألإنسان وبقلب سليم وبإرادة صادقة وبعيدا عن هوى النفس وألإستقواء على حق الله فإنه يجد ما نوى سهلا وليس بحاجة لتبرير .
التعليقات (0)