ـ وكان ألأمر لا يعنيه ـ

أخبرتني جدتي أنهم عندما راحوا يبحثون عن عروس لأبي والتي هي بالطبع اصبحت أمي وضعت جدتي مواصفات خاصة بالعروس وأهمها ان تكون العروس من عائلة معروف عن نسائها كثرة الخلف وثانيهما مقدرتها على العيش ضمن أسرة كبيرة وأخرى هل تستطيع هذه الزوجة أن تخبز بالطابون وكم هو حجم رغيفها ومدى رقته ومن ثم عند حملها جرة الماء من العين على رأسها هل تكون رافعة رأسها وأين موضع الجرة ، هل هو على مقدمة رأسها من جهة اليسار أي على قرنها وتمشي وهي ترفع رأسها وتميل بعنقها قليلا ناحية اليمين كمن يتيه في مشيته ، وكذلك عند حملها حزمة الحطب او النتش هل تكون حزمتها مرفوعة من ألأمام ومائلة قليلا إلى الخلف ( امعنكره ) وكم طول الحزمة وحجمها ، وأخرى هل هي دون الخامسة عشرة او ربما نتسامح حتى سن السبعة عشرة تطبيقا لقول القائل ( يا ميخذ الصغار ، يا غالب التجار ) وكذلك كم هو طولها والذي يجب أن يزيد عن طول أعلى شجرة تين عندنا لتصل لثمر التين دون الصعود إلى الشجرة مع مقدرتها على ذلك ، وكذلك هل تستطيع أن تشبع طفلين معا من حليبها بعد ولادتها ، وما مدى سعة خطواتها وهي تسير ، وهل تقف على طريق العين وهي تحمل جرتها وتتحدث مع أمرأة أخرى لتضييع الوقت لأن المثل يقول ( حديث ثنتين خرب بيتين ) وهل ، وهل ، وكيف ، ومتى وأخيرا مللت الحديث وقلت وأين وجدتم عروسا بهذه المواصفات ، وهل كانت أمي كذلك ، فقالت جدتي لا يا بني ، غض جدك النظر عن بعض هذه الشروط ، وأنا عضضت عن البعض آخر وتم ألأمر كما أردنا وتمنينا . فقلت وما كان رأي أبي ؟ فقالت : ..... أبوك ...... أبوك ...... كان صغيرا لا يتجاوز عمره خمس عشر سنة وكان ألأمر لا يعنيه كثيرا .