في ذكرى ( يوم النكسة ) وقبله بأقل من شهر ( يوم النكبة ) مرت هذه ألأيام ولم يعلم بمرورها إلا شعبنا والكل غيرنا ملتذ لاه على قول الشاعر ( نزار قباني ) والكل يحاول أن ينسينا ، وبعضنا اصبح معتادا على الوضع مرت خمسة وأربعون سنة وقبلها ثلثي قرن والكل يعبث بنا والكل يتاجر بقضيتنا ، إني أذكر كيف هربت الجيوش التي كان مفروضا أن تحمي ما كان قد بقي من أرضنا في أول ست ساعات من الحرب ، وكيف إتهمنا من قال لنا منهم ان اليهود دخلوا الحدود وأنهم أصبحوا على مشارف مدينة جنين بأنهم ( طابور خامس ) وكيف رأينا أسرابا من طائرات ( الميراج الدلتا وطائرات المستير والسوبر مستير ) تطير شرقا وغربا وبكثافة وسفقنا لها ظانين ومتوهمين أنها طائرات التحرير وأمسينا تلك الليلة ولم ننم فقد صعدنا ليلا إلى جبل ( بايزيد ) شمال قريتنا والذي يكشف كل الجبهات وحتى الجبهة السورية ورأينا المعارك والحرائق والقصف على الجبهة الشمالية وما إن طلع الفجر إلا وفلول جيوشنا تخترق قريتنا باتجاة الشرق وكانوا يسيرون بخط طويل منتظم وبمشية عسكرية منتظمة وهيئتهم أنهم لم يدخلوا حربا ولا سمعوا بها كان أولهم في قريتنا ( بيت امرين ) وآخرهم في قرية ( برقة ) والمسافة تزيد عن اثنين كيلو متر ولما سألناهم قالوا أنه إنسحاب تكتيكي لحماية جبهة الغور . ولم تبلغ الساعة العاشرة من صباح اليوم الثاني من الحرب ألا والجيش ألإسرائيلي يقف فوق قرية ( برقة ) من الشمال بعد قرية ( سيلة الظهر ) وعلى مداخل قرية ( بزاريا ) حيث هوجم لواء يتبع (لمنظمة التحرير الفلسطينية) واستشهد عدد من أفراده داخل مركباتهم بسبب قصف الطائرات والمكان لا يبعد عن قريتنا أكثر من ثلاث كيلومترات وهرب بعض الجنود الذين كانوا يرابطون على موقع للمدفعية في موقع المسعودية بعد قصف الموقع بمدفعية الجيش ألإسرائيلي من مواقعهم فوق قرية برقة ولم تغرب شمس النهار إلا وكان جيش ألإحتلال قد احتل مدينة نابلس وأتم احتلال باقي فلسطين ولا يزال ولا يعلم إلا الله متى يزول وقيل وألف وكتب وغني الكثير وغنت فيروز : الآن ألآن وليس غدا أجراس العودة فالتقرع
وعارضا نزار فقال :ـ
قالت فيروز مرددة اجراس العودة فالتقرع
من أين العودة فيروز والعودة يلزمها مدفع
والمدفع يلزمها كف والكف ينقصه إصبع
والإصبع ملتذ لاه في أُست العرب له مرتع
غنت فيروز مرددة آذان العرب لها تسمع
مهلا فيروز ومعذرة أجراس العودة لن تقرع
خازوق دق بأسفلنا من شرم الشيخ إلى سعسع
ومن الجولان إلى يافا ومن الناقورة إلى أزرع
خازوق دق بأسفلنا خازوق دق ولن يقلع
مهلا فيروز ومعذرة اجراس العودة لن تقرع
ولان وقد بيع الجرس والمساومات تجري على الخازوق من يقلعه وعلى ما إظن أن من يتتبع حال شعوبنا العربية اليوم يعلم أنه لم يعد في قاموسنا شيء اسمه عودة . فقد رمونا بالنار مكبلين بالسلاسل وقالوا لنا اخرجوا إن استطعتم .
ِ
التعليقات (0)