قالت اللبؤة لأشبالها : أنتم أبناء ملك الغابة . عندما تكبروا فلن يغلبكم أحد من الوحوش . فأنتم ألأكبر والأقوى . ومعروف عنكم أن باتحادكم قوة وبتجمعكم وتعاونكم فلن يقوى على غلبكم أحد . ولكن أحذركم من مخلوق وحيد . فرغم ضعف مظهره وعدم وجود أنياب ومخالب له إلا أنه يمتلك من الحيلة ما يغلب به أقواكم فهو ماكر مفكر واسع الحيلة حتى بين أفراد جنسه ، ذلك هو ( ألإنسان ) فأنا لا أحذركم من أحد إلا منه .
وكبر ألأشبال وأصبحوا أسودا وسيطروا بوحدتهم وقوتهم على أرض الغابة . ويوما خطر لأحدهم أن يستقل بحياته ، فانفصل عن جماعته ودخل طرفا من أطراف الغابة وراح يتجول ويتحدى كل الوحوش هناك وكان الكل يهابه ويفر منه وقرب شجرة مقطوعة وجد مخلوقا لم يره من قبل يقف على قائمتين ويحمل بيده فأسا ، فتعجب ألأسد منه وسأله متحديا : من أنت ألا تخاف مني ؟ فوقف العجوز الحطاب وقال : أنا إنسان . يا ملك الغابة . فقال الأسد بتعجب : إنسان !!! كانت أمنا اللبؤة دائما تحذرنا منك ومن قوتك ولكن لا أرى لك لا أنياب ولا مخالب . فاستعد لمنازلتي لأرى قوتك .
فكر الحطاب قليلا وقهقه عاليا : أنازلك !!! ولماذا لم تخبرني بالأمس كنت قد أحضرت قوتي معي ، فنحن بني البشر عندما لا نحتاج قوتنا نتركها في البيت ، فانتظرني حتى اذهب وأحضر قوتي . فرد ألأسد : اذهب وسوف أنتظرك ، فرد الحطاب تنتظرني ومن يضمن لي أنك لن تخاف وتهرب . فدعني أقيدك وأربطك إلى هذه الشجرة بهذا الحبل حتى اضمن أني سأجدك عندما أخضر قوتي وأعود . فوافق الأسد ، فقام الحطاب بتقييد يديه ورجليه وربط رقبته بالشجرة . ثم قال له لقد حذرتك أمك أللبؤة ولكنك لم تسمع كلامها ، وتناول عصا الفأس ونزل بها على جميع أجزاء جسم ألأسد وهو يقول له : هذه قوتي في رأسي وليس في مخالبي وأنيابي وتركه بين الحياة والموت وحمل حطبه وفأسه وعاد للبيت .
ترى هل منا من يعتبر أن في رأس كل عربي منا دماغ يمكن أن يفكر من خلاله أن عدونا واحد جل تفكيره أن يعرف كيف يسيطر علينا بعقله . عندما نعرف هذه الحقيقة يمكن أن نكون قد بدأنا نستعمل أدمغتنا التي في رؤوسنا .
التعليقات (0)