ان ما يميز مدينة غزة هو موقعها على طريق القوافل في العالم القديم فقد أسسها الكنعانيون في القرن الخامس عشر قبل الميلاد على نهاية الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط في موقع مميز بين قارتين وتبعد عن مدينة القدس حاضرة فلسطين ( 78 ) كيلومتر وتعتبر عاصمة القطاع الساحلي المسمى باسمها من أراضي سوريا الجنوبية والتي يطلق عليها أسم ( فلسطين ) وكانت بسبب موقعها عرضة للإحتلال من كل الشعوب التي مرت على المنطقة فقد احتلها الفراعنة والإغريق والرومان والبيزنطينيون ثم دخلت ولا تزال تحت حكم ألإسلام في سنة (635 ) للميلاد وأصبحت مركزا إسلاميا مهما لأن بها قبر الجد الثاني لنبي ألإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( هاشم بن عبد مناف) ولذلك سميت غزة هاشم وكذلك هي مسقط رأس ألإمام الشافعي .
استولت بريطانيا على غزة بعد الحرب العالمية ألأولى ثم بعد نكبة ( 1948 ) هاجر إليها معظم سكان جنوب فلسطين الذين طردتهم الصهيونية من أراضيهم ومدنهم وقراهم مما خلق كثافة سكانية عالية النسبة وقد تحولت في حينه إلى ألإدارة المصرية. وبقيت حتى احتلت إسرائيل باقي ألأراضي الفلسطينية سنة ( 1967 ) وبقيت تحت ألإحتلال حتى سنة (2005 ) حيث انسحبت اسرائيل منها ودمرت مستوطناتها فيها بأوامر من رئيس وزرائها في حينه ( ارائيل شارون ) تحت تأثير ضربات المقاومة التي بسبب تأثيرها قال رئيس وزراء اسرائيلي سابق هو اسحق شامير ( اني لأرجو ان اصحو يوما فأجد ان البحر قد ابتلع غزة) .
حدث ألإنفصال بين الفلسطينيين بعد الأنتخابات واصبحت حركة حماس تسيطر على قطاع غزة التي فرضت عليه اسرائيل ودول الجوار العزلة والحصار واستمرت المقاومة فشنت اسرائيل سنة ( 2008 ) حربا شاملة استعملت فيها أسرائيل كل ما لديها من قوة واسلحة محرمة دوليا وقصفت كل مكان حتى المستشفيات وسيارات ألإسعاف بحجة ان ربما بها رجال مقاومة وذلك لهدف معلن هو تدمير المقاومة والحد من إطلاق الصواريخ على مستوطنات اسرائيل المحاذية للقطاع ولكن هذه الحملة لم تحقق أي من اهدافها امام صلابة رجال المقاومة .
اليوم يا نتن ياهو لم تتعلم انت ومجموعتك من السابق وظننت ان المقاومة وانهائها ورقة رابحة في يدك مقلدنا سيدك في واشنطن الذي استغل مقتل ابن لادن كورقة رابحة للفوز بالإنتخابات ألأمريكية فقررت ان تغتال الشهيد ( احمد الجعبري ) رئيس اركان المقاومة ليكون كورقة رابحة بيدك لتضحك علي الناخب المتطرف ألإسرائيلي تتسلق بذلك لينتخبك رئيسا للوزراء مرة اخرى رغم فشلك في المرة السابقة ولكن تلاحظ اليوم انك تتفاجأ والعالم اجمع ان المقاومة قد قلبت لك الطاولة وكسرت لك رجل الكرسي وانقلب ألسحر عليك حيث قامت المقاومة بردود موجعة الزمتك ان تنزل للملاجيء وضربت هيبتك وهيبة جيشك بقصفها لرمز هام لك هو مدينة ( تل أبيب ) وفرضت على جميع سكان منطقة واسعة من فلسطين المحتلة جنوب تل ابيب وبئر السبع والمناطق المحاذية لقطاع غزة ان يخلوا منازلهم بهجرة جماعية والهرب الى الشمال والوسط لم تعهدها إسرائيل من قبل .
لم تتعلم يا نتن ياهو من المرات السابقة وأن رجال اليوم في المقاومة لا يشبهون رجال ألأمس فكثرة غطرستك خلقت رجالا مميزون صادقون فأنت لم تتعلم من المقاومة ألإسلامية في لبنان وان قادتها حين يقولون يصدقون وكذلك كل مسلم حقيقي يؤمن بدينه هو صادق فوعود المقاومة الفلسطينية هي صادقة أيضا ، وكذلك لو نظرت إلى جنودك تجد انهم اعتادوا على الرفاهية وألإعتماد الكلي على التكنولوجيا مما افقدهم مبادرة الجندي في التحكم بالموقف الذي هو فيه واصبحت في نظرهم سلامتهم اهم من أي شيء وبدون روح المبادرة الفردية والشجاعة الشخصية والفداء لا يكون لهذه التكنولوجيا قيمة . وكما هربت أنت هم أيضا يهربون ، ألا تعلم ان المقاوم الفلسطيني أصبح له ارض يقف عليها وهو جزء هام في نظرية المقاومة وقاعدة بشرية تمده بالمقاتلين لا أحب ان أنصحك يا نتن ياهو وانصح قيادتك ولكن اذكرك انكم شوكة في حلق كل عربي ومسلم ولو انك تجد اليوم منهم من يجاملكم لمصالح شخصية او خوف على كرسي ولكن لكل ليل فجر جديد .......... فاعتبروا .
التعليقات (0)