مواضيع اليوم

ـ قصة من ألأدب ألأمريكي ـ نـهـايـة سعيدة للـص ـ

عوني قاسم

2012-09-29 12:37:03

0


وصل حارس إلى مشغل السجن حيث كان السجين ( جيمي ) منهمكا في خياطة حذاء ، وطلب الحارس من جيمي ان يرافقه إلى مكتب المأمور حيث تسلم قرار العفو الذي وقعه المأمور هذا الصباح ، اخذ جيمي قرار العفو لا مباليا فقد أمضى في السجن عشرة أشهر من عقوبة مدتها أربع سنوات ، وكان يتوقع أن يبقى فيه ثلاثة أشهر على ألأكثر فإن رجلا مثله له أصدقاء كثيرون في الخارج نادرا ما كان يقص شعره عندما يدخل السجن لأنه لم يكن يمكث فيه طويلا . قال له المأمور: حسنا يا ( جيمي ) سيتم إطلاق سراحك، كافح واجعل من نفسك رجلا فأنت أصلا لست شريرا، توقف عن كسر وسرقة الخزائن الحديدية وكن مستقيما. أملي ان لا أراك هنا مرة ثانية.
وسلمه لباسا جاهزا غير أنيق وحذاء قاسيا وتذكرة سفر بالقطار وكذلك عشرة دولارات نقدا وتمنى له أن يكون مواطنا صالحا وصافحه وقدم إليه سيجارا أيضا. خرج جيمي وتوجه إلى مطعم وأكل فروجا وزجاجة شراب أعقبهما بسيجار من نوع أفضل من الذي أعطاه إياه المأمور وسار إلى محطة القطارات وركب قطارا وبعد ثلاث ساعات نزل في بلدة صغيرة وقصد مقهى يملكه رجل يدعى ( ميك دولان ) والذي كان واقفا خلف البار وصافحه ، فقال دولان عذرا يا صديقي لم أتمكن من تدبير ألأمر أسرع من ذلك ، كيف حالك عساك بخير ، رد جيمي :أنا بخير هل مفتاحي لديك ، لقد كان كل شيء في غرفته بالطابق العلوي كما تركه يوم اعتقاله ، سحب جيمي سريره المطوي من داخل الجدار وأخذ وسادة افرغ عليها محتويات حقيبة كانت هنالك وكان فيها أدوات السرقة والتي صنعت من فولاذ مُطَوَّع بأحدث تصميم وكانت تتضمن مثاقب ومخارم ومخارز وملاقط . بعد إطلاق سراح ( جيمي ) بأسبوع حدثت عدة سرقات فقد تم كسر عدد من الخزائن الحديدية ولكن المبالغ لم تكن تتعدى الخمسة آلاف دولار وعرض ألأمر على ألخبير التحري ( برايس ) ، فقال ان هذا أسلوب ( جيمي ) في السرقة وأشيع أن ( برايس ) يتعقب اللص فشعر أصحاب الخزائن بالاطمئنان . بعد ظهر احد ألأيام نزل ( جيمي ) حاملا حقيبته من عربة بريد في ( ألمور ) وهي بلدة صغيرة في اركنساس ، وبدا كأنه شاب رياضي وصل من الجامعة قاصدا منزله ومشى على الرصيف قاصدا الفندق وإذا بفتاة تعبر الشارع وتمر به وتدخل بابا كتب عليه ( مصرف ألمور ) تأملها وشاهد جمال عينيها فنسي من كان وأصبح رجلا آخر نظرت إليه الفتاة وأطرقت واحمر وجهها خجلا ، فالشباب الذين هم على هيئة جيمي ووسامته قليلون في ألمور . جلس جيمي بجانب صبي جالس على درج المصرف وراح يسأله عن المدينة ، وبعد قليل خرجت الفتاة من المصرف ومرت بهم ولم تعرهم التفاتا ، فسأل جيمي الصبي : أليست هذه ( بولي سمبسون ) ؟ فرد الصبي : لا إنها الآنسة ( انابيل آدمز ) ووالدها يملك هذا المصرف .ذهب جيمي إلى فندق بالبلدة وتسجل باسم مستعار هو ( رالف سبنسر ) وأخبر كاتب المصرف أنه قدم إلى ( المور ) ليبحث عن موقع ينشئ فيه عملا وسأله : كيف هي سوق ألأحذية في المدينة ، هل هناك من مجال ؟ تأثر الكاتب في أخلاق ( جيمي ) وأناقته وأعطاه ما طلب من معلومات وبدا له ان المجال جيد إذ ليس في هذا المكان دكانا للأحذية ،نجح جيمي نجاحا باهرا في تجارته وجمع حوله عددا من ألأصدقاء وحقق أمنيته فقد التقى ألآنسة ( انابيل آدمز ) وخطبها في نهاية السنة وقبل العرس بأسبوعين كتب رسالة لأحد أصدقاءه القدامى في مدينة أخرى كان فيها : عزيزي أريدك ان تكون في ( ليتل روك ) في ساحة سوليفان الساعة التاسعة من مساء ألأربعاء ، أريدك لمناقشة بعض ألأمور وأريد أيضا أن أهديك حقيبة أدواتي فقد تركت العمل القديم وباشرت تجارة جديدة ناجحة وأحيا حياة شريفة وسأتزوج أجمل فتاة على وجه ألأرض .أنها كملاك وسأترك كل شيء لأجلها فهي تؤمن بي ولن أسبب لها حرجا في يوم من ألأيام سأراك يا بيلي في ساحة سليفان يجب أن أراك . ليلة ألاثنين وصل الخبير التحري ( برايس ) إلى ألمور متنكرا في عربة أجرة وبطريقته الهادئة وصل إلى ما يريد أن يعرفه . في صباح اليوم التالي تناول جيمي طعام الفطور في بيت عروسه فقد كان ذاهبا إلى المدينة ليوصي على بذلة العرس ويشتري هدية جميلة لعروسه ، بعد الفطور نزلت العائلة إلى المدينة ، السيد آدمز وانابيل وجيمس وشقيقة متزوجة لأنابيل وابنتاها الصغيرتان ومروا أمام الفندق الذي يقيم فيه جيمي فأسرع هو إلى غرفته ليحضر الحقيبة أما هم فسبقوه إلى المصرف ، هناك وقفت عربة جيمي وفيها صديقه ( دولف غيبسون ) الذي كان سيرافقه إلى محطة القطار . دخل الجميع إلى غرفة الصيرفة ولحق بهم جيمي وكان المصرف قد اقتنى حديثا خزانة حديدية وغرفة محصنة وكان آدمز فخور بهما ويصر على تفتيش كل شخص يدخل هناك . وللغرفة المحصنة باب صنع خصيصا لها مثبت بثلاث مسامير فولاذية لولبية مجموعة كلها في ممسك واحد وله قفل يعمل بالتوقيت وبالأرقام ، شرح السيد آدمز طريقة عمل الباب لصهره سبنسر الذي لم يبدي اهتماما كبيرا بالموضوع في حين كانت الطفلتان منبهرتان بالمعدن اللامع والساعة المضحكة وكرة الباب . وبينما هم مشغولون دخل التحري برايس واتكأ على مرفقه وراح يتطلع إلى الداخل من بين القضبان وقال للصراف انه لا يريد شيئا وإنما ينتظر رجلا يعرفه . فجأة علت صرخة تبعتها حركة وجلبة كانت البنت الكبرى ( ماي ) تلاعب أختها ( أغاتا ) فأغلقت عليها باب الغرفة المحصنة وأقفلت المسامير اللولبية وأدارت الكرة المرقمة كما رأت جدها آدمز يعمل . قفز الصيرفي العجوز إلى قبضة الباب وشدها وقال لا يمكن فتح الباب لأن الساعة لم تشغل والأرقام لم ترتب كما يجب وكانوا لا يسمعون إلا صوتا خفيفا من الطفلة داخل الغرفة وهي تصرخ من الرعب . وصاحت أمها صغيرتي الغالية إنها ستموت خنقا ، افتحوا الباب حطموه أيها الرجال افعلوا شيئا وقال الجد يا إلهي ماذا نفعل يا سبنسر ، الطفلة لن تتحمل كثيرا فليس هناك هواء كاف . اقترح أحدهم تفجير الباب ولكنهم رفضوا خوفا على الطفلة التفتت ( أنابل ) إلى خطيبها وقالت وهي ترتجف ألا يمكن تفعل شيئا جرب. حدق إليها وعلى وجهه ابتسامة واثقة وقال : أنابل أعطني الوردة التي على صدرك فأخذتها ووضعتها في يده فخبأها في جيب قميصه وخلع سترته ورفع كمي القميص وهكذا اختفى ( رالف سبنسر ) ليحل محله ( جيمي ) اللص وقال بلهجة ألآمر : ابتعدوا جميعا عن الباب وفتح حقيبته وأخرج ما يلزمه منها وراح يصفر بنعومة كعادته عندما يعمل وخلال دقيقة كان مقدحه ينقر الباب الفولاذي وخلال عشر دقائق نزع المسامير وفتح الباب كانت الطفلة شبه منهارة ولكنها سالمة فارتمت بين ذراعي أمها . لبس ( جيمي ) سترته ومشى خارجا نحو الباب ألإمامي وخيل إليه أنه سمع أحدا يناديه لكنه لم يرد وكان عند الباب يقف رجل ضخم فقال له جيمي مرحبا يا سيد ( برايس ) ادركتني أخيرا ، لست أدري إن كان هناك فرق بين ما قمت به ألآن وما كنت أفعله بالسابق , وكانت ردة فعل برايس وتصرفه غريبا فقد قال : أظنك مخطئا يا سيد ( سبنسر ) ، لا اعتقد أننا التقينا قبلا عربتك بانتظارك أليس كذلك ؟ وأدار التحري برايس ظهره ومشى خارجا نحو الشارع .  
 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !