مواضيع اليوم

ـ طــُـز يــا عــاشــور ـ

عوني قاسم

2012-07-01 11:06:56

0

من قال ان الفقر قد يكون كفرا فقد صدق ، وقولهم والله لو كان الفقر شخصا لقتلته . وأنا أقرأ هذه المقولات خطرت ببالي قصة كنت قرأتها وأنا في الإعدادية من ألأدب ألأيراني ولا تزال احداثها تخطر ببالي فأضحك ولكن ضحكا يخالطه حزن مثل قولهم ( شر البلية ما يضحك ) .
والقصة ان أحد أبناء مدينة مشهد في ايران أوصاه ابوه ان يدفن جثمانه في مقبرة العتبات المقدسة في كربلاء العراق ومات ألأب ولم يترك مالا ولا شيء من متاع الدنيا الا حمارا فقد كان ألأب يعمل حمالا ينقل متاع الناس على حماره .
احتار ألإبن كيف ينفذ وصية أبيه وركبه الهم وأبقى جثة أبيه مدة لم يدفنها حتى بدأت تتحلل والسبب انه فقير ولا يملك دينارا ذهبا يدفعه رسوم دخول حدود العراق مع ايران فالعراق كان تحت الحكم التركي وايران كانت تحت حكم الصفويين وبين الدولتين عداء مذهبي مستحكم . واخيرا قرر ألإبن دفن الجثة في ساحة بيته على أمل أن يتوفر الدينار يوما وينقل ما يتبقى من الجثة إلى مقبرة النجف ،وساءت الحال بكثرة العيال وامتد الزمن والقبر في ساحة الدار وكلما دخل الرجل أو خرج ويراه تحز في نفسه أنه لم ينفذ الوصية . ويوما دخل الدار وهو مهموم بعد أن شاهد القبر فوجد امرأته تطحن حبا على طاحونة حجرية ( رحى ) فخطر بباله خاطر غريب ولم يتوانى فقد اخرج عظام جثة أبيه وكسرها بمطرقة ثم جلس إلى الرحى وراح يطحن العظام حتى استحالت كالدقيق فخلطه بشيء من الملح ودقيق القمح ووضع الخليط في كيس وأخذ كيسا آخر وضع فيه كمية من الملح ووضع الكيسين على الحمار وركبه وسار باتجاه نقطة العبور بين الدولتين على الحدود .
كانت الدولة التركية قد فرضت ضرائب ورسوم دخول على كل شيء يدخل من ايران الا الملح واسم الملح ( طز ) باللغة التركية فقد سمحت بدخوله دون رسوم ولقب الموظف الذي يأخذ الرسوم وألأعشار ( عاشور ) فإذا وصل شخص من الجانب ألآخر يحمل ملحا وعند سؤاله ما يحمل يقول ( طز يا عاشور ) أي ملحا أيها الموظف فيسمح له بالدخول دون رسوم . ووصل الرجل على حماره يحمل الكيسين وسأله العاشور ما تحمل أجابه ظز يا عاشور وفتح كيس الملح ولما سأله عن ما في الكيس ألآخر قال طحينا اعجنه وأتقوت به خلال زيارتي للعتبات وفتح الكيسين ونظر فيهما العاشور وقال للرجل أن يتبعه على داخل بناء المركز ليعطيه ألإذن بالدخول فترك الحمار والكيسين ودخل خلفه واخذ الرجل ألإذن وخرج وبعد برهة سمع من في المركز جلبة وصراخا ونهيق وضرب فخرجوا يستعلمون ألأمر فوجدوا الرجل يصيح بابا ... بابا ... بابا ... ويضرب الحمار ويعضه من رقبته والحمار ينهق ويرفس ونظروا لقد كان كيس الدقيق فارغا فقد أكل الحمار الدقيق .
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !