حكى احد الناس من قرية مجاورة كان يعمل في بناء بيتنا قال : وانا في صباي كان أبي يعمل في قطع حجارة البناء وكان لنا مقلع خاص . وكان أبي يقوم في الصباح الباكر وقبل انتشار ضوء الصباح فيجمع عماله ويذهبوا إلي المحجر مشيا على ألأقدام لقربه من القرية فالمسافة لا تتعدى لأن تقطع واديا وتصعد طريقا جبلية يصل بك إلى المحجر . وكنت الح على والدي وكان عمري في حدود العشر سنوات أن أذهب معهم وكان والدي يرفض ويقول اهتم بدروسك أولا وبعد كل حادث حديث .
وجاءت عطلة الصيف ورجوت والدي أن يأخذني معه إلى المحجر فوافق ، وكان قد أحضر عدة من المحجر إلى البيت لشحذها عند مختص في القرية وكان عليه إرجاعها للمحجر ، فحملت منها فأسا على كتفي وخرجنا قبل الفجر نقصد المحجر . ولما كانت مرتي الأولى وأنا مسرور بذلك صرت أركض أمامهم بمسافة لأصل قبلهم لهناك ، وبقرب صخرة في الطريق وإذا شيئا يندفع نحوي بهمهمة حادة فصحت وبدون وعي أخذت الفأس عن كتفي وضربت فسحب الفاس من يدي ، وكان أبي والعمال قد وصلوا إلي وسألوني فقلت أن أحدا سحب الفأس مني ففتشوا ونادوا ولم يجدوا شيئا ، وبقينا في المكان حتى طلع الفجر وانتشر ضوء الصباح فانتشر العمال يبحثون عن الفأس ، وإذا هم يجدون ضبعا ضخما كاسرا ميتا والفأس مغروزة في ظهره وقد اخترق النصل كبده .
التعليقات (0)