في مقال نشره باحث سعودي يقول فيها : أن سنة صيام ست أيام من شوال هي( بدعة مكروهة ) . ان مثل هذه الأقوال باتت تتكرر بين الحين والآخر ، وللأسف يكون معظمها ممن يجب ان يكونوا أكثر حرصا على دين الإسلام وسنة نبيه لأنهم يعيشون في ارض الرسالة وجوار نبينا الكريم . ولو سألنا أنفسنا هل لهذا الباحث الحق في التطاول على سنة نبينا والتي هي جزء من ديننا وهل عنده العلم الذي يخوله للخوض والتشكيك فيما هو لازم وما هو مرفوض ومكروه أم أنه يريد أن يدلي بدلوه ليقال عنه أنه باحث إسلامي ولو مس بذلك أصول الدين وفروعه ، ورسولنا الكريم يقول وقوله حق : ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وسنتي ) او لربما استثقل هذا الباحث صيام أيام رمضان في هذه السنة بحرها وطول وقتها فأراد ان يخفف ولو عن طريق التشكيك والبدعة في الدين والذي يحاول أن ينهى عنها فوقع في المحظور وأصبح هو مبتدعا .
لنا الله في ديننا والذي أصبحت أتخيله كثوب القماش الكبير والكل يحاول ان يقص منه قطعة عشوائية وعلى هواه ، فلا هو يستفيد مما قص في حين يتلف ألأصل ولا يبقى كما هو ليستفيد منه غيره . او أن ألإسلام كشجرة وارفة الظلال يستظل بظلها الجميع وكل من استظل بظلها يقطع غصنا منها ومع الزمن وكثرة المستظلين القاطعين تصبح الشجرة جرداء لا ظل لها فيهجرها الناس ثم تذوي وتموت وتزول ـ لا سمح الله ـ . إخوتي في الله : ليبقى إسلامنا كما عرفناه ولا نحتاج مثل هذه ألأبحاث ولا مثل هؤلاء الباحثين ، وديننا على الفطرة ، وكل منا يعبد الله كما يلهمه الله . وقصة سيدنا موسى عليه السلام عندما قال لربه ان يعلمه شيئا خاصا يعبد الله به ويميزه عن سائر الناس فقال الله له : يا موسى قل ( لا إله إلا الله ) فقال سيدنا موسى ولكن كل الناس يقولوها يا ربي . فقال رب العزة : ـ يا موسى لو وضعت لا إله إلا ألله في كفة ووضع كل ما خلقته وعبدني في الكفة ألأخرى لرجحت كفة لا إله إلا الله فما دام الدين بسيطا إلى هذا الحد وواضح مثل هذا الوضوح فلماذا نعقد الناس ونشككهم بدينهم وسنه نبيهم ونعقد أنفسنا في مثل هذه مجادلات وندخل مثل تلك متاهات ( أن الدين عند الله ألإسلام ، ومن يبتغ غير ألإسلام دينا فلن يقبل منه ) .
التعليقات (0)