عن المرء لا تسل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
خلق الله ألإنسان وأطلق عليه لقب إنسان لأنه يأنس بغيره من الناس ، وجعل الله الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) فوجوب معرفة الناس وعشرتهم شرط رباني لإعمار هذا الكون ، وقد خلق الله الناس فمنهم من اكتسب كريم الصفات ومنهم من حاز سيئها ، ولا يعرف هذا ولا ذاك إلا بالتجربة والتجربة تعني التعارف ، والتعارف تعني الصحبة والرفقة والصاحبة والقرينة هي الزوجة ، والقلوب معادن فما توافق منها ائتلف وما تباغض منها تباعد واختلف . وعندما يرافق ألإنسان لا يعرف هل رفيقه هذا موافق لأخلاقه أم لا ، وطول الرفقة تكسب ألإنسان بعض صفات رفيقه وقد قيل ( قل لي من تصاحب أقول لك من أنت ) .
ويقوم البيت عادة على تربية أبناءه حتى يكبروا ويصبحوا قادرين على اختيار رفقتهم فمنهم من يختار خيار الناس فيتشبه بهم ومنهم من يصاحب شر الناس فيقلدهم في سيء أعمالهم ويكون مصيره مصيرهم . وكم من بيت فقد كرامته نتيجة سوء رفقة احد أبنائهم او بناتهم ، وهنا يعود ألأمر للمربي فإذا شعر في سلوك احد أبناءه انحرافا وتعلق ألابن برفقة سوء فهو أولى الناس بتوجيه ألابن وضبط هذا السلوك ، وخاصة في مجتمعنا الشرقي ألأسري . وقد حدثني أحد الناس انه كان يعيش وأسرته في إحدى المدن ألأوروبية ويوما وكان عمر ابنه أثنا عشر سنة خرج ألابن من البيت ولم يعد حتى ساعة متأخرة من الليل ، وكان ألابن وكأنه تناول شرابا مسكرا أو مخدرا فلما رآه ألأب وعلى عادتنا نحن الشرقيين أخذ يوبخه وحاول ضربه فهدده ألابن أنه سيحضر له الشرطة إذا مسه او تطاول عليه وما هي إلا دقائق حتى ضرب جرس الباب وفعلا كانت الشرطة ، فقد سمع ابن الجار والذي كان ابن الرجل برفقته يحاول ضرب ابنه فاتصل بالشرطة وحضروا وحذروا ألأب من ألاعتداء على ابنه وقال : لهذا السبب عدت بأسرتي مفضلا على ان نعيش على خيرات بلدنا ولا افقدهم وافقد قيمنا في بلاد الغربة .
التعليقات (0)