يقول المثل الدارج ــ جارك القريب ولا أخوك البعيد ــ فالجار الجيد ربما يكون أفضل من أخ شقيق فمن حق جارك عليك انه إذا استنصرك نصرته ، وإن إستعانك أعنته ، وإذا استشارك نصحته ، وإن مرض عدته ، وان حزن واسيته ، وإن فرح شاركته فرحه ، في القرآن الكريم الكثير من ألآيات الكريمة بحق الجار منها قوله تعالى يوصي بالجار خيرا ـ والجار ذي القربى والجار الجنب ، ورسولنا الكريم قال ــ ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ــ ومن حقوق الجار أن لا يتجسس عليه في بيته وأن يستر عيوبه ، وتحضرني حكاية الرجل الذي جلس في فناء بيته ليلا وأشعل نارا في كانون وجلس هو وزوجته يتدفأ ، فلما استحالت النار جمرا قال لزوجته على سبيل ألأمنية : كيف لو أن الله يرزقنا مالا ونشتري كبشا ونذبحه نأكل منه ونعمل قديدا ونشوي سقطه ــ أي كبده وقلبه وكلاه ــ على هذا الجمر ، ونأكل منه ونطعم جيراننا وراحا يتحدثان ويضحكان وكأنهما فعلا يأكلان ، وإذا بباب دارهم يطرق ، فخرج الرجل ليفتح الباب ويرى الطارق فإذا جار لهم يقول : أطعمونا من شوائكم فقد زكمت رائحة قتارة أنوفنا . فنادى الرجل امرأته يا امرأه ، لمي حاجتك لنرحل فليس لنا مقام بعد ألآن في بيت يشم جيرانه فيه رائحة ألأماني .
التعليقات (0)