مواضيع اليوم

ـ حزب التبرير ألإسلامي ـ

عوني قاسم

2012-07-18 11:59:49

0

ما رأيكم أن نطلق عليهم ( حزب التبرير ألإسلامي) ؟ .
اولائك العارفون المنتشرون في عالمنا العربي ، المتخصصون في تفصيل الثياب ألإسلامية التي تغطي كل موقف ، وتناسب كل قيادي وترضي كل ذوق ، المهرة في التلاعب بنصوص القرآن وألأحاديث النبوية وتطويع حقائق التاريخ ألإسلامي . خبراء التلفيق والتخريج والتوقيع إذا لزم ألأمر، والعباقرة في شم ولحس اتجاه الريح
كيفما مال الشراع مالوا معه ، شريطة أن لا تلوح بوادر الغرق ، لأنهم يفعلون ما يفعلون ليحيوا لا ليموتوا . ألا يشكل هؤلاء حزبا حقيقيا ؟ ألهدف واضح والبرنامج وألأساليب معروفة ، وألإنتشار حاصل بالفعل ، وكما أن هناك أحزابا خاصة ولها شروط للدخول بها ، فإن شرط العضوية الوحيد في ( حزب التبرير) هو أن يكون المنتسبون من العارفين الذين تكون لديهم المرونة الفكرية وسعة ألأفق ، وسعة الذمة أيضا ، والمقدرة على لَيِّ الكلام والتبرير .
احدهم وقف مرة في ندوة بأحد العواصم العربية يؤكد أن التصوير حرام ، ويعزز أقواله بالأدلة والقرائن فقاطعه أحد الحضور فما رأيك بالصورة المعلقة على الجدار خلف ظهرك ـ وكانت صورة حاكم البلد ـ هل ينطبق عليها التحريم طبقا لما تقول . عندها قال الرجل وبكل وقار ، أنا قلت المحرم هو الرسم وليس التصوير ، لأن التصوير بالكاميرا لم يكن معروفا في أيام ألإسلام ألأولى ، والصورة في حكم ظل ألإنسان . ولم يقل احد أن الظل حرام . بسرعة مدهشة جاء التبرير وتم تفصيل الفتوى حسب القياس . الا يدل ذلك على استخفاف بعقول السامعين .
يذكرنا ذلك بما حدث بعد وفاة عمر بن عبد العزيز وتولى يزيد بن عبد الملك الخلافة بعده . ثم قوله سيروا بسيرة عمر ، ولكن الخليفة الجديد لم يستطع السير حسب سيرة عمر بن عبد العزيز بما ارجع من قيم ألإسلام ألأولى ، وأراد يزيد أن يطلق لهواه العنان فأتى بأربعين شيخا من ( أهل التبرير ) فشهدوا له أنه ما على الخلفاء من حساب ولا عذاب .
وكما تتمدد الفرق داخل الحزب الواحد ، فإن من بين فرق ( حزب التبرير ) فرقة تخصصت في تطويع أيات القرآن الكريم لتفسير الظواهر وألإنجازات العلمية فإذا هبط ألإنسان على سطح القمر قالوا أن ذلك موجود في القرآن وأذا أطلق صاروخ إلى الجو قالوا أن هذه قذائف الحق ,إننا نعرفها قبل غيرنا وإذا هدم البرجان قالوا أن ذلك موجود في القرآن وهما المقصودان في ( جرف هار ) وهكذا حتى جعلوا من ديننا موضوعا للتندر وألإستهزاء بين ألأمم .
وربما كان من تحصيل حاصل أن نقول أن القرآن تضمن تسجيلات للكثير من الظواهر العلمية والكونية . ولكن الملاحظة تنصب أساسا على افتعال هذه العلاقة وربطها بالقرأن والعلم في مسائل تفصيلية يتقدم فيها البحث وتتغير فيها النتائج كل زمن ولا تبقى ثابتة كما يريدون ، مما يثبت تطويعهم لآيات القرآن وأفترأهم عليه .

بالتصرف ـ منقول عن مجلة العربي ـ
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !