روت عجوز إنتقلت إلى رحمة الله منذ خمسين سنة أنها لما كانت في صباها وبنوا البد ( معصرة الزيتون ) التي قرب المضافة في قريتنا بيت امرين وذلك في أوائل القرن العشرين أنهم عندما أرادوا أن يحضروا حجر البد والذي كان قد وصل بالقطار إلى محطة المسعودية من مكان لا يعلم من أين هو وكانوا يطلقون عليه بلاد بره قام صاحب المعصرة بإبلاغ أهل القرية عن طريق الحاووط وهو مساعد المختار والذي يصعد أعلى بيت في القرية وينادي بما يطلب منة أنه يا أهل البلد وصل حجر البد إلى محطة الترين في المسعودية وأن من باستطاعته المساعدة يتفضل غدا والتجمع بعد صلاة الفجر على المقابي وهي ارض معروفة قرب المقبرة ( والمقباة ) هي مكان كب روث البهائم . قالت : فذهبنا إلى هناك في الصباح الباكر
كل من يستطيع من أهل القرية رجالا ونساء ومشينا إلى المحطة والتي تبعد عن القرية حوالي مشي ساعة ولما وصلنا دخل إلى المحطة من سمح لهم بذلك واستلموا الحجر وكان حجر اسطواني الشكل بارتفاع يزيد قليلا عن ذراع وقطره لا يقل عن باع ونصف وفي وسطه فتحة مربعة طول ضلعها حوالي شبرين فتعاون الرجال في دحرجته إلى خارج حرم المحطة حيث نقف ثم قام الرجال بإدخال جذع شجرة صلب في الفتحة وثبتوه جيدا ثم أمسك عدد من الرجال بالجذع من كل جهة وقام غيرهم بدفع جسم الحجر وكان إذا مال الحجر على أحد الجوانب يستند على طرف الجذع فلا يقع ولا يتدحرج رجوعا وكان بعض الرجال يحملون حجارة كبيرة أمام الحجر وخلفه لدعم الحجر ومنعه من التدحرج أماما أو خلفا إذا خرج عن السيطرة . واستمر الرجال يدحرجون الحجر والنساء خلفهم يغنين ويحمسن الشباب حتى وصل الحجر إلى القرية وإلى موقع المعصرة . وتكون النساء من أصحاب المعصرة قد أعددن وليمه يأكل منها كل من شارك بدحرجة الحجر وبالعموم فإن كل أهل القرية يأكلون منها والراحة والسرور بادية على وجه الكبير والصغير .
ومن ألأغاني التي كانت تقال عند دحرجة الحجر وأرويها على لسان العجوز التالي :
أول ما نبدى باسم الله الله يحفظنا الله
يا محمد يا نبينا اتدب المروه فينا
بالله يا أبو القاسم اتدب فينا العزايم
بالله يا نبي داهود اتعين كل واحد موجود
بالله يا نبينا الياس اتعين كل هاذي الناس
بالله يا نبي ياسين اتعين كل الموجودين
بالله يا نبي إسليمان اتعين كل واحد تعبان
بالله يا سيدي حدرج اتخلي هالحجر يدرج
بالله يا سيدي جندل إتخلي هالحجر يدحل
بالله يا سيدي بايزيد تحفظ كل ألأجاويد
بالله يا سيدي لاويين اتعين كل العاملين
التعليقات (0)