النشرة الجوية من منا لا ينتظرها من على شاشات التلفاز وخاصة في أيام الشتاء ، ويقف مقدم النشرة في منتصف الشاشة حاجبا عنا المعلومات والخرائط الذي خلفه ، وكأنه أو كأنها في موقف استعراضي . ويبدأ يتكلم ويتكلم فقط عن البلد الذي هو فيه وينسى أن التأثيرات الجوية والتوقعات في المناطق المجاورة لبلده هي أساسية لتوقعات الحالة الجوية في البلد الذي هو فيه .
كانت قنوات التلفزة أول انطلاقتها وانتشارها في سبعينات القرن الماضي تتحدث بإسهاب عن الحالة الجوية لمنطقة ما مرفقة ذلك بخرائط للمنخفضات الجوية المتوقعة لأسبوع مثلا وكذلك خرائط لحركة السحب ، مما يعطي انطباعا واضحا للحالة الجوية . ولكن يبدو أن ذلك أصبح مكلفا ماديا فتم تقنين عمل محطات ألأرصاد الجوية لمراقبة الجو السياسي وولاء الجماهير للحاكم في عالمنا العربي .
إن المقصود من هذا الحديث أننا في عالمنا العربي نعتمد في زراعتنا وإنتاج طعامنا على المطر ، فعندما تمطر السماء في الشتاء يكون ذلك دليل خير وبركة ووفرة محاصيل ، فيكون بذلك هذا هو الطقس الصحيح والحسن بالنسبة لبلادنا ، أما أن نسمع من مقدمي النشرات الجوية أنها ستستمر ألأحوال الجوية السيئة فذلك يدل في مفهومنا أن سوء ألأحوال الجوية هو كمية أكبر من المطر ستهطل على بلادنا . أما الذين يقولون أن المطر حالة جوية سيئة فهو على ما يبدو مقلدون لمذيعي النشرات الجوية في أوروبا أو في المناطق ألاستوائية فهم من كثرة ما يأتيهم من أمطار وكثرة ألأنهار والمياه عندهم يعتبرون أن وقت المطر هو سوءا في الأحوال الجوية وتوقفه هو تحسنا في ألأحوال الجوية ، أما عندنا فيعني ذهاب المطر ذهاب البركة من ألأرض وان صيفا جافا وسيئا بأحواله الجوية سيأتينا مما يعني حرارة وجفافا وقلة مياه .
التعليقات (0)