منذ بدأ التاريخ المعروف قام حكام حكماء متنورون بألإهتمام بالشعوب التي حكموها وحرصوا على انتشار العدالة بالحكم فأصدروا قوانين مكتوبة تضمن كرامة هذه الشعوب تعد دساتير وشرائع تشيه الدساتير التي بين أيدينا اليوم .
إن أهم هذه القوانين التي وصلت إلينا وأقدمها هو قانون ( أور ــ نامو ) في مدينة ( أور ) في بلاد ما بين النهرين ( العراق ) اليوم وذلك في عهد ملكها ( نامو ) في سنة ( 2100 ) قبل الميلاد وهذا القانون يعتبر أقدم ما عرفه ألإنسان من القوانين التي تشبهه حتى ألآن . وقد سبق شرائع ( حمورابي ) التي ظهرت بمنطقة ( بابل ) المجاورة لمدينة أور بحدود ( 342 ) سنة.
ظهر بعده ( شرائع حمورابي ) كما عرفت وهذه الشرائع تشتمل على ( 282 ) فقرة نقشت على عمود حجري سنة ( 1758 ) قبل الميلاد ووضع العمود في معبد ألإله ( ماردوك ) ليطلع عليه كل أهل بابل . ولكن العمود فقد بعد انهيار دولة بابل في القرن السادس عشر قبل الميلاد وبقي مفقودا طيلة ( 3600 ) سنة حتى تم اكتشافه عن طريق بعثة آثار فرنسية في خرائب مدينة ( سوسا ) ونقل إلى متحف ( اللوفر) في مدينة باريس العاصمة الفرنسية وهو موجود هناك حاليا .
وقد كانت شرائع حمورابي شاملة لكل ما يلزم الناس من علاقات فقد شملت تنظيم شؤون ألأسرة من زواج وطلاق والتي استأثرت كثيرا من اهتمام حمورابي وقضت على تقاليد الزواج القديمة التي كانت تسمح للرجل أن يختطف الفتاة التي اختارها لتكون عشيرة له فقد اختفى هذا التقليد بعد ظهور شريعة حمورابي . وكذلك شملت الشرائع تنظيم الكثير من العلاقات ألإنسانية مثل إنزال عقوبة القتل على البناء المهمل والذي ينهار المبنى الذي بناه بسبب إهماله على ساكنيه وتسبب بقتلهم وكذلك قتل أولاد البناء وأسرته إذا تسبب انهيار المنزل بقتل أبناء وأسرة صاحب المنزل . وكذلك قتل الولد الذي يهين أباه ويضربه . وتعد شرائع حمورابي مآثر قانونية خالدة في حضارة ألإنسان القديم وهي أكثر شبيهاتها من الشرائع شمولا وكمالا .
التعليقات (0)