ـ الوعد الصادق ـ

لقد مرت حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالكثير من ألأحداث منذ بداية حياته فأولها يتم ألأب فقد ولد سيدنا محمدا بعد موت أبيه ، ثم تلاه يتم ألأم بعد عودته من بادية بني سعد بسنتين وعمره ست سنوات وأصبح معيله جدة لأبيه عبد المطلب ، ثم يموت الجد وتنتقل كفالته إلى عمه أبو طالب ويعيش بين أولاده ويتعلم أسرار وسبل العيش ويتحمل مسؤولية نفسه وعمره لا يزيد عن اثني عشر سنة فقد عمل برعي ألأغنام لإعالة نفسه بسبب ضيق حال أبو طالب وكثرة عياله ، ثم بعدها يعمل بالتجارة ويسافر إلى الشام ويلقب بالأمين وهو في مطالع الشباب ، ويتزوج السيدة خديجة ابنة سيد قومها وعمره خمس وعشرون عاما ويشتغل في تجارتها وينزل عليه الوحي وهي في عصمته ثم يتوفاها الله وكذلك عمه أبو طالب في نفس السنة وقد كان فقدهما شديدا على نفس سيدنا محمد لما كانا يقدماه له من الحماية والتصديق . ويتحمل هو وحده وصحب له مقربون أعباء نشر الرسالة وتحمل أذى المشركين ، وكل ذلك بتدبير خالق كريم قدير ، وينتصر ألإسلام ويعم نور الرسالة ارض الجزيرة العربية وينتشر ألإسلام في عهده الكريم حتى يصل اليمن وعمان وإطراف ارض الشام ، وذلك مرجعه قوة دعوة رسولنا الكريم وكذلك قوة شخصيته وحسن خلقه وتمتعه بقوة الحجة والإقناع وكذلك صفات وصف الله بها رسوله، فلا يسمع حديثه شخص إلا آمن بدعوته وشهد ان لا أله ألا الله وأن محمدا رسول الله . واهم هذه الصفات ما ورد في ألآية الكريمة من سورة الأحزاب ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ) فأول هذه الصفات انه ( شاهدا ) يشهد بوحدانية الله ويشهد على حسن إيمان ألأتباع في الدنيا ويوم القيامة يشهد لهم ويشفع لهم . أما الصفة الثانية فهو ( مبشرا ) يبشر عباد الله بالمغفرة من الله بالدنيا ويبشرهم بالجنة يوم القيامة والصفة الثالثة ( نذيرا ) لهم من عذاب الله لمن كفر ومن سوء العاقبة يوم القيامة . أما الصفة الرابعة فهو ( داعيا إلى الله بإذنه ) فهو يدعو الناس لعبادة رب واحد وبإذن وتوجيه من الله فليس هناك شيء من عنده وإنما هو وحي يوحى . والصفة الخامسة انه ( سراجا منيرا ) فهو يدعو للحق فيظهر أمر دعوته ونتائجها كالسراج المنير الذي يبدد الظلمة والذي شبهت به الشمس ( وجعلنا الشمس سراجا ) وضوحا ورحمة ونورا أبديا لا يضره من أساء إليه من الناس لا بشخصه ولا بما ترك من إرث ألإسلام للبشرية فالله هو الذي تكفل بحمايته من سفهاء الناس ( إنا كفيناك المستهزئين ) وكذلك في نفسه وجسمه ( والله يعصمك من الناس ) وهذه ألآيات وكثير مثلها تدل على حق وعد الله لرسوله ولدينه بالحماية والعصمة حتى يرث الله ألأرض ومن عليها .