مواضيع اليوم

ـ المهندس إمام ـ

عوني قاسم

2012-07-11 14:11:57

0

المهندس إمام ، هكذا اسمه روى لي الحكاية الواقعية التالية قال :ـ
قبل ذهابي لدراسة الهندسة في جامعة بغداد كنا نعيش في ضاحية بعيدة عن مركز المدينة وفيها مسجد صغير وكان إبي هو ألإمام وخادم المسجد تطوعا وكنا أخي ألأكبر وأنا نساعده ومرات كان أحدنا يؤم المصلين في صلاة عشاء أو فجر عندما يكون أبانا مريضا او مرهقا ولا يستطيع الوصول للمسجد لكبر سنه . وانهيت دراستي الثانوية والتحقت بجامعة بغداد وسافرت إلى العراق ولسوء وضعنا المادي سكنت هناك في حي شعبي فقير به مسجد له إمام ربما ركب مع سيدنا نوح بالسفينة لما يبدو عليه من الهرم فصرت أذهب إلى المسجد عند كل صلاة عندما أكون في البيت وأكون إماما للمصلين عوضا عنه . وتوفى والدي وأنا في نهاية آخر سنة دراسية وتخرجت ورجعت إلى بلدي لأجد أخي ألأكبر يقوم مقام والدي في ألإمامة وخدمة مسجد حينا وكان من يعمر المسجد معظمهم من الشباب المثقف لأن الطرق في حينا لا تساعد ألإنسان كبير السن فمعظمها أدراج أو مسارب ضيقة وعرة . ويوما وبعد صلاة الفجر اتفقنا وحددنا يوما نخرج فيه بنزهة إلى قمة الجبل فوق حينا وهو جبل عال صعب المسالك ولكن قمته منبسطة وكأنها ارض سهلية وبه آثار خرب قديمة ، وكان الوقت ربيعا ، وجهزنا في اليوم المعين ما يلزمنا من طعام وماء وأراكيل وتسلقنا حتى وصلنا القمة وجلسنا هناك على مسطبة واوقدنا نارا وحضرنا الطعام وأكلنا ، ولما صار وقت صلاة الظهر أذن أخي للصلاة فاندفعت ووقفت إماما وعلى ما أظن حسدا لآخي ان يكون هو ألإمام فعارض الشبان إمامتي لأن ألإمام أخي موجود وهو أكفأ مني وأخفظ للقرآن وهو أحق لكبر سنه ولكني أصررت وهددتهم إني لن أصلي معهم إذا لم أكون إماما فوافقوا واصطفوا للصلاة خلفي وأقام أخي الصلاة ونوينا وشرعنا بالصلاة وأتممت الركعات ألأربعة وسلمت يمينا وشمالا وكعادة ألأئمة ادرت وجهي إليهم للدعاء جماعة فإذا أنا أصلي وحدي وأخي وباقي المجموعة قد كانوا انسلوا من خلفي ووجدتهم يصلون في مكان آخر ليس بعيدا عني تصور وأنا ( الشيخ إمام ) ..!!! كان يقول ذلك ولا يملك نفسه من الضحك
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !