في جلسة دينية وخلال نقاش عن الذين يلعنون المسلمين من المسلمين سأل احد الحضور سؤالا أحرج الشيخ المحاضر والسؤال ( هل يجوز لعن المسلم ، وهل واللعن الذي ورد على لسان رسول الله هل صحيح ان رسول الله قاله أم انه افتراء عليه ) ؟ فتلجلج المحاضر في ألإجابة وحاول تحاشي الرد ولكنه لاستكمال الموضوع أورد عددا من ألأحاديث تبين ما يحمله اللاعن من وزر ، وشدة اللعن على الطرفين أللاعن والملعون ومما أورد : عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال : ( ان العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق دونها ألأبواب فتهبط إلى ألأرض فتغلق دونها ألأبواب ثم تأخذ يمينا وشمالا فإن لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لُعن إن كان يستحقها وألا رجعت إلى قائلها ) . وأيضا أورد حديثا عن كراهية اللعن : عن سلمه بن ألأكوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال : ( اللعن بابا من أبواب الكبائر ) وأيضا عن ثابت بن الضحاك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لعن المسلم كقتله ) . وعن ألإمام النووي أنه أفتى بحرمة اللعن بالإجماع: ( لعن المسلم المصون حرام بالإجماع ) وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن الناقة التي لعنتها مالكتها على مسمعه ( دعوها فإنها ملعونة ) وكأنه حرمها. وأورد كذلك الكثير من ألأحاديث النبوية التي تنهى المسلم عن لعن ألأشخاص والأشياء. وأضاف السائل : وهل يمكن ان ينهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللعن ثم يأتيه وهو الذي لا ينطق عن الهوى وهو الذي أوتي وحيا وجوامع الكلم وهو الذي وصف بالقرآن ( وإنك لعلى خلق عظيم ) . هل لأحد من خلق الله مهما علت منزلته الحق في ان يطرد شخصا مسلما من رحمة الله ورسول الله لم يكن سبابا ولا فحاشا ولا لعانا حسب ما روى مالك عنه . وكذلك أبو هريرة ينقل عن رسول الله قوله ( إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة ) وأيضا عن ابن مسعود عن الرسول الكريم انه قال عن صفات المؤمن ( ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ) ومن أكثر إيمانا من الخلق من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . وهل يأتي اللعن من سيدنا محمد لمسلم ويطرده من رحمة الله كإبليس بسبب وصل شعر او وشم او نتف حواجب او لسارق البيضة . او حتى لمن يستنجي من ريح . أين باب التوبة والرحمة أليس الله أولى بعباده ، إن يشأ يرحمهم وإن يشأ يعذبهم . ربما استعمل الرسول كلمات ارق من اللعن في أحاديثه ولكن حرفها المتشددون واللعانون ولأغراض خاصة حتى وصلتنا على ما هي عليه اليوم وربما حقا وردت بلفظها بالصحيحين ولكن رحمة الله وسعت كل شيء وخلق رسولنا الكريم ومنطقه وطريقة تربيته لأصحابه أجل وأسمى من ان يرد اللعن على لسانه وحتى للأسباب التي قيل اللعن من اجلها .
التعليقات (0)