مواضيع اليوم

ـ العدو العاقل والصديق الجاهل ـ

عوني قاسم

2012-07-16 08:03:19

0

من يا ترى أيهما أفضل وأقرب لمصلحة ألإنسان التعامل مع العدو العاقل ام مع الصديق الجاهل . من المتعارف عليه أن التعامل مع العدو العاقل افضل لأن العدو العاقل عداوته لها حد ، وخير مثال على ذلك العداوة التي كانت بين القائد العظيم ( صلاح الدين ألأيوبي ) وبين ( ريكارديوس قلب ألأسد ) قائد الحملات الصليبية على بلادنا . فعندما علم صلاح الدين بمرض عدوه ريكارديوس ارسل له طبيبه الخاص لتطبيبه ولم يشك العدو حينها في حسن نية صلاح الدين وسمح للطبيب بمعاينته وتطبيبه وألإقامة عنده حتى شفي .
والعدو العاقل لن يضرك لأنك تحذره ، وأما الصديق الجاهل فإنه يعرف مكامن أسرارك ويكون ضرره أقسى واشمل وأكثر ايلاما لآنه يعرف أين يضربك ويألمك لأنك تأمن جانبه . ولا تتوقع ضرره .
      قيل أنه ترافق شخصان في سفر بالصحراء وكان أحدهما تظهر على تصرفاته وأقواله مظاهر الحماقة والجهل ، وقيل أن مرافقه العاقل احتمل صحبته شفقة عليه وأملا في إصلاحه ، ولما اوغلا في الصحراء والعاقل يراقبه كل الوقت وكان الجاهل يحمل سقائهما على راحلته وتصادف أن تأخر قليلا عن العاقل بحجة قضاء حاجة فوجد شجيرة ذاوية في الصحراء من العطش فأخذ الماء الذي معهما وسقى به الشجرة وتركهما دون ماء ، مما كان سببا في هلاكهما . ومضرة العدو العاقل لها حدود يسيطر عليها عقله ومضرة الصديق الجاهل ليس لها حد تقف عنده ، وقيل ان ضرر المحدود أقل مما هو من غير حد . وقد قال ألإمام علي كرم الله وجهه شعرا :ـ 
احذر عدوك مرة              واحذر صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصديق         فكان أعلم بالمضرة 
وتروى حكاية عن نتيجة صداقة الجاهل أن شخصا صادق دبا صار يأخذه في رحلات صيده ، ويوما جلس الرجل والدب في ظل شجرة ليستريح ، وشوى الرجل مما صاد وأكل وأطعم الدب ثم سند ظهره لساق الشجرة فغفى ووقف الدب يحرسه ، فأتت ذبابة وحطت على وجه الرجل فطردها الدب ولكن كعادة الذبان رجعت فطردها وتكرر ذلك عدة مرات فما كان من الدب إلا أن أخذ حجرا كبيرا ضرب به الذبابة وهي على وجه الرجل فقتله ، فقيل ( عدو عاقل خير من صديق جاهل ) .
 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !