ـ الصورة وتأثيرها ـ

أصبحت الصورة السلاح الجديد الذي ساهم بنشر ألأحداث وتقريبها عبر شبكة من ألأقمار الصناعية ووسائل ألإتصال الحديثة وكذلك الكثير من المصورين الذين يتسلحون بأحدث ما توصل إليه علم التصوير من أجهزة حيث يتواجدون عادة في موقع الحدث وكأنهم كانوا يشعرون مقدما بزمن الحدث ومكانه .

والصورة لم تعد حكرا على وكالات ألأنباء التي تديرها الحكومات فقد أصبح الجميع يتشاركون بالصورة ورؤيتها فلا يكون هناك مجالا للتلاعب أو الخداع أو تضييع الوقت للتأكد من صحة الخبر المرفق بالصورة بل أحيانا تكون الصورة أقوى من أي كلام .

قد تكون الصورة قاسية تظهر بشاعة الحدث والوقت والعالم الذي نعيش فيه ، ففي الصورة أصبح اللحم البشري للمتعريات العربيات والذي تعرض صورهن في عالمنا العربي اليوم مخجلا أمام الحروب التي تدور في أوطاننا العربية في هذه ألأوقات والافتراس ألاستيطاني لأراضي فلسطين المحتلة وكذلك التنكيل بالشعب الفلسطيني من قتل وأسر وهضم حقوق .

نحن كعرب لم يعد يدهشنا أي شيء فقد أصبحنا مدمنين لمشاهدة أفلام القسوة والتهيب دون أن يهتز من جسدنا عضو واحد ، لأننا نتوقع أن نشاهد في الصحف والمجلات وشاشات التلفزة خاصة ما هو أمرّ وأبشع . ففي كل مرة يظهر قارئ ألأخبار من على شاشة التلفاز ليقول لنا صباح الخبر أو مساء الخير وبعدها لا يقدم خيرا البتة .

إنها ثورة الصورة والعرض الذي تبرز أجمل ما فينا كبشر ، وكذلك أسوأ ما فينا أيضا .