كان من العمال الذين عملوا في المؤسسة التي كنت اعمل بها ويوما ترك العمل دون سابق إنذار وتغيب المدة المسموحة فصدر أمر بفصله ، ولم نعد نراه ، سألت عنه فقيل لي أنه حصل على تصريح للعمل داخل فلسطين المحتلة .
بعد عدة أشهر التقيت به فتكلم معي بطريقة غريبة فعندما رآني قال ( شلوم ، بوكر توف ) ثم أصر على دعوتي لنتناول الفطور معا قائلا اعرف ( مسعدا ) يقدم وجبات شواء ممتازة فدخلنا إلى مطعم معروف في المدينة وراح يطلب ما يكفي لفطور عائلة كاملة وغدائها ورحنا نأكل وراح يحدثني عن حاله فقال : ـ
كل يوم بالرابعة ( هبوكر ) نركب سيارة ( مونيت ) من هنا وحتى ( المحسوم ) جنوب مدينة طولكرم وهناك نجد ( المناهيل ) بانتظارنا نحن وغيرنا من ( البوعاليم ) نركب معه ( الأتوبوس ) إلى مكان العمل قرب ( التَّحَنا ) . وأنت تعرف إني كنت اعمل سائق آلية ثقيلة في ( العِريا ) عندكم ، فلذلك أنا اعمل حاليا بعض المرات ( نَهاك لَمزليك ) وبعض المرات ( نهاك لمانوف ) ارفع الحديد ( الريشت ) إلى سطح بناء ( البيت سيفر ) الذي يعمل به ( الكَبلان ) . والحمد لله الشغل ( توف ) أنا مرتاح ومسرور من العمل لأن يومي الجمعة والسبت عندنا ( خوفِش ) ويدفع لنا ( الكبلان ) أجرتنا كل أسبوع يوم الخميس ( هَعورف) على ( المَكوم ) .
أحسست وأنا اكلم الرجل أنه قد أضاع لغته العربية ولم يتقن اللغة التي يحاول التكلم بها ، وانهينا ولم يسمح لي بدفع الحساب وخرجنا وودعني قائلا ( لهترؤوت ) .
هذا ما استطعت أن أتذكره وما نسيته أكثر .
التعليقات (0)